اضطر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى المسارعة في نفي ما ورد على لسان ثلاثة مسؤولين كبار، من بينهم رئيس أركان جيشه وأحد مستشاريه، في شأن وجود خطط اسرائيلية أحادية الجانب لمستقبل الضفة الغربية وترسيم حدود الدولة العبرية"من دون انتظار الفلسطينيين". وردا على المواقف الدولية الغاضبة و"المتفاجئة"، اكد"التزامه خطة خريطة الطريق"التي وصفها بأنها"الخطة الواحدة والوحيدة الافضل لمستقبل اسرائيل". وقال شارون على هامش مؤتمر ل"المركز الاسرائيلي للإدارة":"ترددت اشاعة امس الاربعاء لا اساس لها من الصحة بأن اسرائيل تبحث المبادرة الى خطط اخرى. ليس هناك أي خطط، لدينا خطة خريطة الطريق وليست لدينا خطة افضل منها لمستقبل اسرائيل". واضاف ان هذه الاشاعة ادت الى ردود فعل قاسية من الولاياتالمتحدة التي"فوجئت بالسمع بأن اسرائيل تخطط لتعديل الخطة خريطة الطريق التي اتفقنا عليها والتي تشكل اساسا للحل الديبلوماسي". وقال ان"السفير تلو السفير اتصلوا الاربعاء بمكتب رئيس الوزراء لاستيضاح ان كانت لدى اسرائيل خطط اخرى. انني اعلن امامكم ليست هناك خطط اخرى وهناك فقط خطة خريطة الطريق". وفي الكلمة ذاتها، اشار شارون الى الانجازات التي حققتها خطة"فك الارتباط"عن غزة على الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، اضافة الى"محاربة الارهاب"، معتبرا ان ذلك حمل المجتمع الدولي على"القبول بموقف اسرائيل بأنه من دون امن لها لن يكون هناك تقدم في العملية الديبلوماسية". وقال ان تنفيذ الخطة"عزز شعور الاسرائيليين بالامان وحد من عدد العمليات الارهابية وعزز مكانة اسرائيل دولياً". وفي الاطار ذاته، شدد شارون على ان حكومته لن تمضي قدماً في"خريطة الطريق"والحل الديبلوماسي قبل"تجريد المنظمات من السلاح غير القانوني. رأينا ذلك في ايرلندا وانا سأصر على ذلك. اذا نفذ الفلسطينيون ذلك، سيكون بالإمكان استئناف المفاوضات". واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان شارون تلقى رسالة من الادارة الاميركية طلبت فيها توضيحات في هذا الخصوص. ورغم نفي شارون، شككت مصادر صحافية اسرائيلية في اقواله، مشيرة الى انه نفى الحديث الذي دار قبل نحو عام ونصف عام في شأن انسحابه من غزة"بينما كان يعد ويرسم خطة فك الارتباط الاحادية الجانب عن القطاع". ورأت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية ان تصريحات مستشار شارون الاستراتيجي ايال أراد تأتي في اطار اطلاق"بالونات الاختبار"نيابة عن شارون لدرس ردود الفعل على إمكان تنفيذ خطوات احادية الجانب في الضفة الغربية. وكان النائب الأول لشارون الوزير ايهود اولمرت اول من اطلق"بالون الاختبار"بشأن بخطة"فك الارتباط"عن غزة. يذكر ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون زئيفي فركش قال الأربعاء إن"اسرائيل ستضطر لتنفيذ المزيد من الخطوات الاحادية الجانب في المستقبل كي نتمكن من السيطرة على التطورات"، فيما اكد اراد انه"يتوجب درس امكان تحويل فك الارتباط الى سياسة استراتيجية مستقبلية لحكومات اسرائيل لتشمل انسحاباً احادي الجانب وضم مناطق لن يتم الانسحاب منها في الضفة ورسم حدود دولة اسرائيل بشكل مستقل".