على من يعتمد الانكليز في طموحهم إلى استعادة كأس العالم لكرة القدم بعد 40 عاماً من فوزهم الأوحد بها على ملعبهم في 1966؟. الجماهير الانكليزية العاشقة للعبة الشعبية لديها ثقة كاملة بكابتن الفريق ومعشوق الفتيات وأغلى اللاعبين واغناهم ديفيد بيكهام. والمدرب السويدي سفين غوران اريكسون، الذي يعيش ايامه الاخيرة مع منتخب انكلترا الذي سيغادره بعد كأس العالم مباشرة، يرى أن مهاجم تشلسي جوكول هو المفتاح الجديد لاحراز الانتصارات، بعد مستواه المذهل في الكرة المحلية. وترى الصحافة ان الهداف الاول لانكلترا في التصفيات وثاني احسن لاعب في العالم فرانك لامبارد هو الورقة الرابحة عملياً بمستواه الثابت ورؤيته الواسعة، ويميل التاريخ نسبياً مع الهداف الثامن في تاريخ انكلترا ونجمها الاول في مونديالي 1998 و2002 مايكل اوين، على رغم أفول نجمه محلياً بعد انتقاله الى نيوكاسل. والحاضر يبتسم للصاعد واين روني في تجربته الاولى مع كأس العالم، بعد نجاحه اللافت محلياً مع مانشستر يونايتد ودولياً في أمم اوروبا 2004. واشار روني الى أنه وزملاءه لن يقبلوا شيئاً في"المونديال"سوى احراز اللقب، وهو حق مشروع لانكلترا، لان منتخبها يمتلك عدداً كبيراً من النجوم، ولا يريدون العودة الى لندن خاسرين او محبطين. واضاف روني ان فريقه قدم في السنوات الاخيرة عدداً من المباريات الجيدة، وهو ما وضعه بعدالة بين المرشحين الكبار للفوز بكأس العالم مع البرازيلوالارجنتين وايطاليا والمانيا وفرنسا وهولندا. ورفض روني عمل اي مقارنة بينه وبين نجوم الكرة القدامى، امثال بيليه او مارادونا او غاري لينيكر، مشيراً الى انهم اساطير في عالم اللعبة، ولكن كل لاعب له اسلوبه الخاص الذي يميزه في الملعب. واين روني المولود في 24 تشرين الاول اكتوبر 1985، هو اللاعب الاصغر في صفوف المنتخب الانكليزي في كل مبارياته في تصفيات كأس العالم، وعلى رغم ذلك منحه اريكسون كل الثقة وأشركه في 601 دقيقة عبر 7 مباريات، سجل خلالها هدفين. ولدى روني مكانة رفيعة عند خبراء ونجوم اللعبة في انكلترا، وعلى رأسهم الحارس الاسطوري لإنكلترا في كأس العالم 82 و86 و1990 بيتر شيلتون. حرص واين روني - الباحث عن تحسين صورته اجتماعياً بسبب مشاغباته في مباريات الدوري - على الوجود مع 500 شخص في ساحة اول بيلينغز غيت لالتقاط الصور التذكارية مع كأس العالم التي تجوب مدن العالم، ولم يتمكن روني - شأن الباقين - من لمس الكأس وفقاً للوائح الامن والنظام، وكانت تصريحاته الاولى عقب التقاط الصور له بقميصه الاحمر المماثل لقميص منتخب انكلترا، انه يتمنى أن تكون لمسته الاولى لكأس العالم على منصة التتويج في ملعب برلين الاولمبي مساء 9 تموز يوليو المقبل، بعد صافرة النهاية في ختام المونديال. واشار روني الى دهشته من الحجم الكبير لكأس العالم على عكس توقعاته، ولكن الحجم الاكبر يبقى دائماً للمسابقة التي تلفت نظر العالم، وتجذب اكبر عدد من المشاهدين والخبراء، وتبقى دائماً في ذاكرة الملايين. وفي موقع الكأس وسط لندن، اجرى كبير مذيعي هيئة الاذاعة البريطانية راي ستوبس حديثاً طويلاً مع واين روني، وأسهم الحوار في رفع معدلات حب الجمهور وتحسين صورة الهداف الجديد للكرة الانكليزية والاوروبية. لاعب موهوب وعبقري صغير وسيكون له شأن عظيم في عالم كرة القدم لسنوات طويلة، وابرز مميزاته ان لحظات سكونه في الملعب لا تطول، وان اي تحرك - او انفجار - له في المباراة يمكن ان يقلب وجهها تماماً، والجديد لدى روني انه خليط بين الثقة العالية بالنفس والغرور الواضح، ولكن هذا النوع من الغرور ايجابي جداً، ويصاحب اللاعبين اصحاب المهارات الفذة، لاسيما إذا كانوا هدافين. واضاف شيلتون في تعداد مميزات واين روني انه يرى فيه لاعبين كبيرين في تاريخ انكلترا داخل قالب واحد، وهو إذا عاد الى وسط الملعب واتسعت دائرة نشاطه يصبح نسخة جديدة من النجم الشهير بول غاسكوين - غازا - سواء في صناعة الاهداف لزملائه في شكل فريد أم في اداء واجباته الدفاعية باخلاص متناهٍ لا يتكرر كثيراً من المهاجمين او من النجوم السوبر ستار عالمياً، وإذا اقتحم روني منطقة جزاء الفريق المنافس يتغير شكلاً وموضوعاً، ليكون شبيهاً بالمهاجم والهداف الأول لإنكلترا في تاريخها في كأس العالم لينكير، وهو توج هدافاً لمونديال 1986 برصيد 6 أهداف، ويترجم روني الفرص التي تلوح له بفاعلية وكأنه سيف مشهر في وجوه حراس المرمى، وتزداد قيمته مع احراز الأهداف الصعبة. ويدخل غاري لينيكر في الحديث عن روني وكأس العالم 2006 بتعليقات لافتة. ولا يخفي لينيكر اعجابه الشديد بواين روني على صعيد الجهد المبذول والالتزام الكامل بمسؤوليته لمصلحة فريقه، ويطالبه بمزيد من التركيز وهدوء الاعصاب، وتوقع له نجاحاً لافتاً في مونديال المانيا، إذا ارتفع مستوى زملائه المحيطين به، لاسيما فرانك لامبارد وسيتفني غيراره ومايكل اوين. وعن النهائيات قال لينيكر: اعتقد أن الكأس لن تخرج من اوروبا، والتاريخ يقول ان كل النهائيات التي دارت على ارض اوروبية ذهبت الى الدول المنتمية للقارة، باستثناء فوز البرازيل في السويد 1958، ولا خلاف على ان الشواهد الاخيرة تمثل لمصلحة البرازيليين كفريق، لاسيما في وجود رونالدينيو، ولكن التاريخ لا يعترف بتلك الشواهد، ومنتخبات اوروبا هذه المرة جيدة، وهناك اكثر من دولة اوروبية لديها فرص وترشيحات، مثل هولندا وفرنسا وايطاليا واسبانيا، ولكنني ارى انكلترا الافضل والاكثر فرصاً، لانها الاحسن جماعياً وفردياً، ومنتخبها في احسن حالاته منذ فترة غير قصيرة، ويتمتع بدعم هائل من الجماهير الغفيرة التي ستلاحقه في فرانكفورت ونورمبورغ وكولون في الدور الاول او في كل لقاءاته التالية، والمميزات كثيرة للانكليز، وابرزها براعة المدرب اريكسون في الجمع بين خبرات الكبار، امثال بيكهام ولامبارد واوين وكاراغر وفرديناند والحارس روبنسون، وبين الشباب الكفء الصاعد، امثال روني وجوكول وكروش. واضاف لينكير: اتفق كثيراً مع القائلين إن للحظ دوراً مؤثراً في الفوز بالكأس، ولا ننسى كإنكليز أن الارجنتين فازت بكأس 1986 بخطأ فادح من حكم أفريقي منعه سوء حظنا من رؤية هدف يدوي لماراودنا.