توقعت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة كوندوليزا رايس"خفضاً كبيراً لعديد القوات الأميركية في العراق هذه السنة". وأكدت أنها ستثير مع المسؤولين الروس قضية"تزويد موسكو نظام صدام حسين معلومات عن خطة واشنطن لغزو"بلاده، مشيرة الى ان واشنطن تنظر الى هذه المسألة التي نفتها موسكو نفياً قاطعاً"نظرة جادة". وتتناقض تصريحات رايس، ان القوات العراقية تحرز تقدماً كبيراً، مع الواقع. فالعنف مستمر في مختلف المناطق والقادة العسكريون الأميركيون يتهمون وزارة الداخلية بالتواطؤ مع الميليشيات المسلحة، وقد عثر أمس على 30 جثة قرب بعقوبة يعتقد ان اصحابها ضحايا العنف الطائفي. وقتل عشرة أشخاص واستهدفت قذائف هاون منزل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقال ممثل في منطقة الكاظمية حازم الاعرجي ان"قوة اميركية هاجمت حسينية المصطفى التابعة للتيار وقتلت حوالى 20 شخصا فيها"أمس الا ان الجيش الاميركي لم يؤكد ذلك. واضاف الاعرجي ان"قوة اميركية حاصرت حسينية المصطفى في حي اور واطلقت النار على اكثر من 20 شخصا فاردتهم". واعلنت مصادر امنية عراقية ان الاشتباكات اسفرت عن وقوع اصابات لم تحددها. وافاد شهود في مدينة الصدر ان عناصر"جيش المهدي"اعلنوا الاستنفار في المنطقة. والقت القوات الاميركية القبض على اكثر من 40 عنصراً من قوات وزارة الداخلية كانوا يحتجزون 17 اجنبياً في مجمع سري. سياسياً، اتفقت الكتل البرلمانية أمس على تشكيل"مجلس الأمن الوطني"ولم تتطرق خلال اجتماعها في منزل الرئيس جلال طالباني الى هوية رئيس الحكومة المقبل. وقالت رايس امس خلال مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة"ان بي سي"ان"القوات العراقية تحرز تقدماً في السيطرة على بلادها وستستطيع الحلول محل القوات الأميركية". وأكدت انه"من المحتمل جداً ان نشهد انسحاباً لقواتنا خلال السنة المقبلة ... لكن هذا يتوقف على ما يجري ميدانياً. وعن اتهامات واشنطنلموسكو بنقل معلومات عن الخطة الأميركية لغزو العراق الى صدام قالت:"اننا ننظر بجدية كبيرة الى اي معلومات تضر القوات الأميركية، سنبحث المسألة مع الحكومة الروسية". وكان البنتاغون اتهم الحكومة الروسية في تقرير أصدره الجمعة بأنها زودت صدام عن طريق سفيرها معلومات عن الخطط الحربية عند بدء اجتياح العراق في 20 آذار مارس 2003. وعرض واضعو التقرير الواقع في أكثر من مئتي صفحة في عنوان"دراسة حول الآفاق العراقية"والذي أزيلت عنه السرية جزئياً، آلاف الوثائق التي ضبطت وبينها تقرير يعود تاريخه الى 24 آذار ويفيد ان واشنطن غيرت تكتيكها. ونفت روسيا نفياً قاطعاً هذه المعلومات واعتبرتها جزءاً من الضغوط الأميركية عليها بسبب موقفها من الملف النووي الايراني المعروض أمام مجلس الأمن. وأكدت انها"لن تخضع لهذا الابتزاز". 30 جثة أمنياً، عثر أمس على 30 جثة في قرية عيد قرب بعقوبة 60 كيلومتراً عن بغداد، وهي خليط من السنة والشيعة وكانت في مقدم المدن التي شهدت حوادث طائفية. وقال مسؤولون في الجيش العراقي انهم أرسلوا جنوداً لانتشال الجثث المقطوعة الرأس. في غضون ذلك، دعا مقتدى الصدر انصاره الى"ضبط النفس والتهدئة وافشال مخططات المحتل لجره الى مواجهات مسلحة واعتماد المقاومة السياسية لإخراجه من العراق"، بعد تعرض منزله في النجف لقذيفتي هاون وتزايد حملات الاعتقال في صفوف"جيش المهدي"التابع له. واكد الزعيم الشيعي في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه"وصلنا خبر مفاده ان قوات الاحتلال تريد إقحام الشعب العراقي بحروب وويلات، خصوصاً ما يسمونه بالتيار الصدري"، واضاف:"أهيب بإخواني عدم الانجرار خلف مخططات الحرب وعلى الجميع الحفاظ على الهدوء". وقال حازم الاعرجي مدير مكتب الصدر في الكاظمية شمال بغداد ل"الحياة"ان"هذه الوصايا عممت على جميع المكاتب بعد تعرض منزل الصدر في النجف الى قصف بقذيفتي هاون". وعدت مصادر مقربة من الصدر تصريحات السفير الأميركي زلماي خليل زاد ضد الميليشيات أول من أمس جزءاً من الهجمة على الصدر و"جيش المهدي". واكدت التزام الزعيم الشيعي العملية السياسية. واتهم الشيخ ابو سلام الساعدي عضو مجلس ادارة محافظة البصرة"القوات البريطانية باعتقال عشرات من انصار الصدر خلال الايام الماضية بتهم تهديد قواتهم على رغم المقاطعة المستمرة من قبل الحكومة المحلية"، ووصف عمليات الدهم والاعتقالات بأنها"محاولة لكسر طوق العزلة الذي فرضته القوى السياسية ودوائر الدولة في المحافظة على القوات البريطانية"، مؤكداً اعتقال قائد"جيش المهدي"في البصرة الشيخ احمد الفرطوسي. سياسياً، أعلن نائب من قائمة التحالف الكردستاني الانتهاء من تفاصيل مشروع"مجلس الامن الوطني"، وقال محمود عثمان:"انتهينا من إعداد ورقة عمل مجلس الامن الوطني المكونة من ست مواد اساسية على ان يكون برئاسة رئيس الجمهورية وينوب عنه رئيس الوزراء"، موضحا ان"دور المجلس سيكون استشاريا لتقديم التوجيهات والاقتراحات للسلطتين التنفيذية والتشريعية". وتابع ان"توصياته لن تكون ملزمة للبرلمان او الحكومة".