قال أعضاء في الائتلاف العراقي الحاكم وفي فصائل شيعية تتمتع بنفوذ كبير إنهم حثوا رئيس الوزراء حيدر العبادي على أن يطلب من روسيا توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من البلاد. وتنامي الضغوط على العبادي حتى يطلب دعما روسيا يضعه في موقف حرج يتمثل في محاولة استرضاء ائتلافه الحاكم وقوات الحشد الشعبي الشيعية من ناحية وفي الاحتفاظ بحليفه الاستراتيجي واشنطن من ناحية أخرى. وكان رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة جوزيف دنفورد صرح خلال زيارة للعراق الثلاثاء بأن الولاياتالمتحدة حصلت على تأكيدات من بغداد بأنها لن تطلب من روسيا توجيه ضربات جوية لداعش. وقال في أول زيارة له للعراق منذ توليه المنصب في الاول من أكتوبر إن كلا من العبادي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أبلغه انه لن يطلب مساعدة من روسيا. وتنفذ الولاياتالمتحدةوروسيا خصما الحرب الباردة السابقان حملتين جويتين منفصلتين في سوريا وتنامت التكهنات بأن ذلك قد يمتد إلى العراق. ويشعر العبادي وحكومته والفصائل الشيعية التي تدعمها ايران بالضيق من وتيرة ونطاق الحملة التي تشنها الولاياتالمتحدة على داعش ولمحوا إلى عزمهم اللجوء إلى موسكو وهو ما أثار قلق واشنطن. ضغوط هائلة وقال عضوان في البرلمان العراقي إن رئيس الوزراء يتعرض "لضغوط هائلة" من الائتلاف الوطني الحاكم لطلب التدخل الروسي. وحصل العراق على 20 مليار دولار مقابل تدريب من الجيش الامريكي منذ إسقاط صدام حسين عام 2003 لكن الجيش العراقي انهار فعليا أمام اجتياح داعش لشمال البلاد العام الماضي. وحقق التنظيم مكاسب أيضا في غرب العراق. وفشلت الضربات الجوية الامريكية في تغيير دفة الحرب مع التنظيم المتشدد الذي أعلن قيام الخلافة ويريد أن يعيد رسم خريطة الشرق الاوسط. وقال أعضاء في البرلمان وفي الائتلاف الحاكم إن طلبا رسميا قدم للعبادي خلال اجتماع عقد الاسبوع الماضي وإنه لم يرد رسميا بعد. وقال سياسي شيعي بارز مقرب من العبادي إن رئيس الوزراء أبلغ الأطراف المجتمعة بأن الوقت غير مناسب لإشراك روسيا في القتال لان ذلك سيؤدي لتعقيد الموقف مع الامريكيين وقد تكون له عواقب غير مستحبة على العلاقات مع امريكا على المدى الطويل. وقال سعد الحديثي المتحدث باسم العبادي ان رئيس الوزراء لم يثر أمر الضربات الجوية مع روسيا لكنه في الوقت نفسه لا يستبعد اي جانب يمكن ان يقدم الدعم للعراق. وتعهد رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة خلال زيارته بالسعي لإيجاد سبل جديدة لاعطاء زخم للحملة على داعش ورفض توصيف الصراع بأنه في حالة جمود بعد التقدم الذي تحقق باستعادة معظم مصفاة بيجي النفطية الاستراتيجية. وأقامت روسياوايرانوسورياوالعراق مركز مخابرات في بغداد لتعزيز جهود التصدي لداعش في المنطقة. وقدم المركز بالفعل معلومات لشن ضربات جوية في العراقوسوريا. وقال معين الكاظمي وهو مساعد كبير لزعيم فيلق بدر الشيعي إن روسيا أثبتت أنها تعمل بحسم أكبر من الامريكيين في حملتها الجوية في سوريا وإن من الطبيعي طلب مساعدة موسكو في العراق. وعبر عن ثقته في استجابة الحكومة العراقية للضغوط خاصة بعد التفويض الرسمي الذي أعطاه الائتلاف الوطني لرئيس الوزراء عبادي بطلب مشاركة روسيا. معركة بيجي ميدانيا، أكد مصدر أمني عراقي الاربعاء السيطرة على معظم مدينة بيجي. وقال المصدر إنه "تمت السيطرة على 96 % من مدينة بيجي فيما تستمر عمليات القنص من قبل عناصر تنظيم داعش في منطقة السدة شمال شرق المدينة ومنطقة بيجي القديمة قرب السوق الشعبي". وأكد المصدر انه تم العثور على أكثر من 40 جثة تعود لعناصر داعش في حفرة كبيرة في حي التأميم جنوب غرب بيجي كما تم العثور على 10 جثث في الحي العصري شرق المدينة. وأفاد المصدر بأنه تم تحرير منطقة البوجواري شمال شرق بيجي ليلة الثلاثاء حيث كانت تشهد قنصاً طوال الأيام الأربعة الماضية. وكان مصدر عسكري عراقي أعلن الاربعاء الماضي انطلاق عملية تحرير مدينة بيجي. وكانت القوات الأمنية العراقية قد حررت بيجي للمرة الأولى في 17 أكتوبر من العام الماضي. من جهة اخرى، صرحت مصادر من الشرطة العراقية الأربعاء بأن 13 شخصا قتلوا في حادثين منفصلين في مناطق تابعة لمحافظة ديالى. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن تسعة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرين إثر سقوط عشر قذائف هاون على قرية المخيسة التابعة لناحية ابي صيدا شمال شرقي بعقوبة فضلا عن تدمير ثمانية منازل سكنية، كما فجر مسلحون مجهولون جامع الجبير في ناحية الوجيهة شمال شرقي بعقوبة بعد مقتل أربعة من حراسه. وفي العاصمة بغداد، سقط 18 شخصا ما بين قتيل وجريح إثر انفجار عبوتين ناسفتين في حادثين أمنيين منفصلين، في بغداد امس. وأوضح مصدر أمني عراقي أن عبوة ناسفة انفجرت قرب محال تجارية في منطقة الشعلة شمال غرب بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة. كما قتل شخص واحد، وأصيب 7 آخرون بجروح، بانفجار مماثل إلى جانب الطريق في منطقة سويب جنوب غرب بغداد. وأفاد المصدر الأمني بأن قوتين أمنيتين سارعتا إلى إغلاق موقعي الحادثين، ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب، والجثث إلى دائرة الطب العدلي.