تستعد موسكو لاسترداد بعض من نفوذها في كييف، مع ظهور مؤشرات قوية الى تقدم الموالين لها في الانتخابات البرلمانية الأوكرانية، الاولى منذ"الثورة البرتقالية"التي سعت الى فرض تقارب مع الغرب وفشلت في ترجمة شعاراتها وسط انقسامات في صفوفها. في الوقت ذاته، استمر حليف موسكو القوي في بيلاروسيا الرئيس الكسندر لوكاتشينكو في الامساك بزمام المبادرة، مستخدماً القمع ضد معارضيه، على رغم تنديد قوي في الغرب. راجع ص 8 وبعد 16 شهراً على الانتخابات الرئاسية التي قادت الى"الثورة البرتقالية"نهاية العام 2004،"تواجه"الأوكرانيون الموالون لأوروبا في غرب البلاد مع مواطنيهم المؤيدين لروسيا في الشرق، في الانتخابات الاشتراعية امس، والتي شكلت استفتاء على فشل الثورة في معالجة المشاكل الداخلية المتفاقمة، خصوصاً بعد ازمة الغاز الروسي التي عكست هشاشة الوضع الاقتصادي في اوكرانيا. واكد الرئيس فيكتور يوتشينكو لدى إدلائه بصوته في كييف، حاجة الأوكرانيين إلى التضامن، علماً ان اعضاء البرلمان الجديد سيضطلعون بمهمة منح رئيس الوزراء وأعضاء حكومته صلاحيات جديدة، يمكن ان تغير معادلات الحياة السياسية بالكامل. وعلى رغم استبعاد تعرض موقعه الى اخطار في المعادلة المرتقبة، سارع يوتشينكو الى إعلان ان المحادثات لتشكيل حكومة تعيد الائتلاف المتفكك لأحزاب"الثورة البرتقالية"ستبدأ اليوم. وفي وقت تستعد روسيا ل"الثأر"من"الثورة البرتقالية"التي قوضت نفوذها في اوكرانيا قبل 16 شهراً، تقترب مساعي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ل"توسيع الديموقراطية"في"الفضاء السوفياتي السابق"من مواجهة نكسة كبيرة. ويشكل اعتماد النظام الديموقراطي في اوكرانيا ركيزة رئيسة لواشنطن وبروكسيل، من اجل جعلها عازلاً بين اوروبا وروسيا التي تحاول استعادة مواقعها على الساحة الدولية، متسلحة بايرادات النفط. وكان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة حضا يوتشينكو قبل الانتخابات الاشتراعية على اعتماد اصلاحات، علماً ان الجانبين منحا أوكرانيا وضع اقتصاد السوق، وهي ابرمت مع أميركا اتفاقاً ضرورياً لانضمامها الى منظمة التجارة العالمية.