تبدأ اليوم اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية في قصر الصداقة في الخرطوم. ويلقي كل من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول اجاوين ووزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بلخادم كلمات في الجلسة الافتتاحية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير بحث أمس مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الإعداد للقمة التي تستضيفها الخرطوم يومي 28 و29 اذار مارس الحالي. ونفى موسى ممارسة ضغوط على القمة"من أي طرف"، مشيراً إلى اهتمام عالمي وأميركي بجدول اعمالها وبالقضايا التي سيناقشها القادة. واضاف الأمين العام للجامعة ان لبنان سيتمثل بوفد واحد في قمة الخرطوم. ويسبق اجتماع وزراء الخارجية اجتماع اللجنة الخاصة بالعراق والتي تضم في عضويتها وزراء خارجية الأردن والإمارات والجزائر والسعودية والسودان وسورية والعراق والكويت ومصر والأمين العام للجامعة ويعقبه اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية التي تضم الأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية وسورية وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب واليمن والسودان والأمين العام للجامعة. وبالنسبة الى العراق أكد موسى عدم التنازل عن الدور العربي، موضحاً أن الحوار الأميركي - الإيراني لن يصوغ مستقبل العراق، كما أشار إلى أن مصر تقدمت بترشيحه رسمياً لمنصب الأمين العام لفترة ثانية ولم تتقدم أي دولة عربية بمرشح آخر لهذا المنصب. وينتظر أن يعقد وزراء الخارجية جلسة مغلقة بعد الجلسة الافتتاحية يبحثون فيها جدول اعمال القمة الذي يتضمن 19 بندا تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والامنية والاقتصادية ومنها قضية التعاون العربي الافريقي وقضية دارفور وتعديل النظام الاساسي للجامعة ومناقشة ديون السودان البالغة 37 بليون دولار. وأوضحت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم أن الأمانة العامة للجامعة ستركز خلال القمة على الحصول على موافقة القادة على مشروعي مجلس الأمن والسلم العربي ومحكمة العدل العربية. وفي ما اعتبر المشاركون في القمة أن التجديد للأمين العام الحالي عمرو موسى بات محسوماً في ظل عدم تقدم أي دولة بمرشح منافس، قالت مصادر الجامعة إن الأزمة المالية التي هدد موسى بسببها بالاستقالة في قمة الجزائر انفرجت نسبياً، وإن كان يأمل في اتخاذ قمة الخرطوم قرارا ملزما للدول الاعضاء بتسديد حصصها المتأخرة التي تتجاوز المئة مليون دولار. واكد كل الوزراء العرب مشاركتهم في الاجتماع الوزاري الذي يعقد اليوم. ووصل أمس الى الخرطوم وزراء خارجية اليمن والعراقوالجزائر وجيبوتي ومصر ولبنان والمغرب والإمارات وموريتانيا وسورية وليبيا وينتظر وصول بقية الوزراء تباعا الى العاصمة السودانية. ويلقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كلمة في افتتاح القمة تركز على ما تم من تنفيذ مقررات قمة الجزائر، ثم يسلم الرئاسة بعدها الى الرئيس السوداني عمر البشير. وحسب برنامج عمل القمة الذي وزع أمس ستلقى كلمات في الجلسة الافتتاحية من رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر ورئيس وزراء تركيا رجب الطيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي ورئاسة الاتحاد الأوروبي. ثم ترفع الجلسة الافتتاحية العلنية وتعقبها جلسة مغلقة، وينتظر أن تعلن القرارات وإعلان الخرطوم ظهر الأربعاء. واكد وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول اجاوين ان القمة التي تبدأ اعمالها الثلثاء المقبل ستخرج بقرارات موحدة تجاه كل القضايا المطروحة ومن بينها قضية دارفور وتنظيم عمل الجامعة والقضية الفلسطينية. وقال اكول ان القمة ستشهد حضوراً مكثفاً للقادة والملوك والرؤساء العرب. وكانت محادثات الرئيس السوداني عمر البشير والامين العام للجامعة عمرو موسى تناولت تطورات أزمة دارفور وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان والتطورات العربية والدولية. وأكد موسى للصحافيين أن اقتراح الرئيس المصري حسني مبارك بعقد أكثر من قمة عربية تشاورية في العام يلقى تأييداً عربياً واسعاً. وقال إنه تم إدراج هذا الاقتراح كأحد البنود المطروحة أمام القمة الحالية لتحديد طريقة عقد هذه القمم التشاورية.