وجد الوفد الموريتاني المرافق للرئيس الغامبي الزائر يحيى جامع نفسه ينتظر ساعات مواعيد توقيع اتفاقات مع نظرائه من غامبيا من دون أن يحضر أحد. لكن ما غاب عن الوفد ان الرئيس قطع زيارته لنواكشوط في شكل مستعجل ليعود الي بلاده في الهزيع الأخير من الليل لإفشال محاولة انقلابية كادت تعصف بحكمه، مودَّعاً من الرئيس اعلي ولد محمد فال ولكن من دون ترتيبات بروتوكولية كالمعتاد. "لقد انتظرنا الغامبيين لكن يبدو انهم سافروا بطريقة استعجالية"، كما قال أحد المسؤولين الموريتانيين ل"الحياة". وكان جامع يقوم بزيارة هي الأولى من نوعها الى موريتانيا بعد انقلاب الثالث من آب اغسطس الماضي، علماً انه كان استضاف الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد الطايع بضعة أيام قبل ان ينتقل الأخير الى منفاه في الدوحة. وكان من المقرر ان يبقى جامع في نواكشوط ثلاثة ايام. وعرف يحيى جامع الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري ضد سلفه داوود جاورا، محاولات عدة لقلب نظام حكمه، واتهمته المعارضة بتزوير الانتخابات والتخلص من خصومه والصحافيين الذين ينتقدون حكمه. وكان جامع يعتمد على نظام أمني صارم لحماية حكمه، كما انه يعتقد ان لديه قدرات روحية لمواجهة اعدائه. ولذلك يحمل عصا وسبحة طويلة لا تفارقانه في اي لحظة. وأُعلن في العاصمة بانجول اعتقال ستة من الضباط المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة، لكن زعيمهم المفترض قائد الجيش مور كام ليس بينهم. ويعتقد ان عدداً من الضباط الضالعين في المحاولة فروا الى السنغال.