سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ظل اجراءات أمنية مشددة ... وسقوط قذيفة وسط المدينة من دون اصابات . مليونا زائر اليوم في كربلاء لمناسبة اربعينية الحسين و "جيش المهدي" يشارك في الحراسة
وسط اجراءات امنية مشددة يؤدي اليوم الاثنين الملايين من شيعة العراق مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين بن علي في مدينة كربلاء 110 كلم جنوببغداد التي استمر توافد حشود الزوار اليها بمسيرات راجلة طيلة ايام الاسبوع الماضي قادمة اليها من مختلف المدن العراقية. وبخلاف سقوط قذيفة، تضاربت المعلومات عن نوعها، وسط المدينة لم تسفر عن وقوع ضحايا، لم ترد انباء عن وقوع عمليات مماثلة. واغلقت الشرطة المدينة لحماية الزوار الذين جاء الكثير منهم سيراً على الأقدام من بغداد والمحافظات الأخرى، واكتظت الشوارع بالزوار الذين يلوحون بالرايات الخضراء والسوداء والحمراء، فيما توقع مسؤولون في المدينة ان يصل عدد الزوار الى أكثر من مليونين. واعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان صاروخاً من طراز"غراد"سقط على المدينة حيث يحتشد مئات الآلاف لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، فيما ذكرت شرطة المدينة ان قذيفة هاون سقطت قرب مرآب الاحياء في منطقة المخيم لم تسفر عن اصابات. وتقع منطقة المخيم جنوب ضريح الامام الحسين. وقال الخزعلي في مؤتمر صحافي ان"ثلاثة صواريخ غراد اطلقت باتجاه كربلاء سقط اثنان منها في الصحراء والثالث في المدينة"، موضحاً انها من"نوعية جديدة لم يستخدمها الارهابيون في السابق". واضاف ان"هذه الصواريخ اطلقت من جهة المسيب"20 كم شمال كربلاء. من جهته، اكد قائد شرطة المحافظة رزاق الطائي ان"الصواريخ اطلقت من مناطق زراعية في المسيب". يذكر ان صاروخ"غراد"روسي الصنع يبلغ مداه 25 كلم. لكن الناطق باسم شرطة كربلاء رحمن مشاوي ذكر ان"قذيفة هاون سقطت في مرآب يقع على مسافة 150 متراً غرب مرقد الامام الحسين من دون ان تسبب اي ضحايا". الى ذلك قال العميد الطائي:"ينتشر في عموم كربلاء عشرة آلاف رجل شرطة و2000 من مغاويرها و1500 جندي عراقي بالاضافة الى قوات حفظ النظام"التابعة لوزارة الداخلية العراقية. واضاف"قسمنا المدينة الى تسعة قطاعات للسيطرة عليها امنياً، كما منعنا دخول غير العراقيين وطلبنا من الزوار عدم تناول اي اطعمة تقدمها سيارات جوالة وذلك لحمايتهم من اي اعتداء". وأشار الى ان رجال الشرطة السرية يختلطون ايضا بالزوار وهم يخفون اسلحتهم. واشار قائد الشرطة الى مشاركة متطوعين لا يحملون اسلحة، من"جيش المهدي"التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، في تفتيش الزوار القادمين سيراً على الاقدام ضمن مواكب حسينية من مناطق مختلفة من العراق، فيما ذكر بعض السكان ان الشرطة تقوم بدوريات في الشوارع بمشاركة عناصر من"جيش المهدي". يذكر ان الشرطة العراقية أقامت عشرات من نقاط التفتيش على مداخل المدينة لمسافة تصل الى 20 كيلومتراً بعد منع دخول المركبات منذ الاربعاء الماضي، وقال سكان انه تم بناء سد رملي حول المدينة للتحكم في الدخول. من جهته، دعا محافظ كربلاء الى التعامل مع الزيارة الاربعينية، التي وصفها بأنها"زيارة التحدي"، ب"حدس امني واضح بدلاً من الجانب الديني العقائدي". واشار الى"وجود عناصر تكفيرية في العراق تسعى الى تصفية حسابات مع اتباع آل البيت الشيعة واستهداف المراقد المقدسة في عموم البلاد". ولفت الخزعلي الى ان"ابرز سبب للحرب الاهلية هو استهداف المراقد المقدسة". من جهة اخرى، أوضح المحافظ ان"هناك حوالى 700 سيارة مختلفة الاحجام مهيئة لنقل الزوار والعودة بهم الى مدنهم بعد انتهاء الذكرى تجنباً لاستهدافهم بأعمال عنف". ويشارك في الاجراءات الأمنية جنود أميركيون قام بعضهم بفحص طريق الزوار أمس بحثاً عن قنابل. وقال الضابط بالجيش الاميركي في منطقة كربلاء الميجر سكوت جيربر انه لا توجد معلومات استخبارية بشأن هجوم محدد"لكن هذا هدف مغر للعدو". وكان الجيش الاميركي أعلن الاسبوع الماضي ان 650 من جنود الاحتياط في الكويت ارسلوا لتوفير المزيد من الامن خلال زيارة الاربعين وتشكيل الحكومة الجديدة. وبدوره، قال الشيخ احمد الصافي، ممثل المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في كربلاء، ان"الظرف الذي نعيشه هو ظرف تحد. وهناك قسوة وارهاب يمارسان ضد الاسلام لكنهما لن يمنعا المسلمين من التوجه باصرار الى زيارة الامام الحسين". ولفت الى ان"التكفيريين يريدون اشعال نار الفتنة بين العراقيين باستهداف الشعائر الحسينية"مطالباً ب"تطبيق القصاص العادل بحقهم جميعاً". يذكر انه قتل اربعة زوار على الاقل وهم يسيرون من بغداد الى كربلاء في اطلاق نار وانفجار عبوة على جانب طريق في اليومين الماضيين. كما قتل في آذار مارس 2004 أكثر من 170 شخصاً بهجمات استهدفت الزوار في كربلاء وبغداد.