في وقت يتصاعد الجدل في شأن صدقية محكمة لاهاي، نظم صرب البوسنة تجمعاً رافضاً لتسليم زعيمهم السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش الى المحكمة، فيما نجحت الضغوط الاميركية الرامية الى اجراء تعديلات في اتفاق دايتون الذي يمثل دستوراً يحدد العلاقة بين الاطراف المسلمة والصربية والكرواتية في البوسنة. ووصفت ندوات نظمها تلفزيون بلغراد، الحشد المشارك في تأبين الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش أول من أمس، الذي جرى تقديره ما بين 80 ألفاً و 120 ألف شخص، اضافة الى حضور وفود دولية ممثلة لبرلمانات واحزاب رئيسية ومنظمات بارزة، بأنه"دليل، ليس فقط على المكانة المرموقة التي لا يزال يحظى بها الراحل، بل ايضاً على صحة الشكوك في مدى جدوى استمرار محكمة لاهاي التي مضى على تأسيسها ثلاثة عشر عاماً وهي تراوح مكانها، لانها اختارت السياسة بديلة عن العدالة". ومعلوم ان تأبين ميلوشيفيتش جرى في المكان الذي تم فيه تأبين الزعيم اليوغوسلافي جوزيب بروس تيتو قبل 26 عاماً، عند مدخل البرلمان الاتحادي وسط بلغراد، وان الساحات والحدائق الفسيحة المحيطة به، كانت مكتظة بالحشود الشعبية في كلا التأبينين. ونشرت صحيفة"غلاس يافنوستي"الصادرة في بلغراد امس، استطلاعاً للرأي، اعرب 67 في المئة من المشاركين فيه بأنه كان ينبغي ان تقام لميلوشيفيتش"جنازة رسمية". وأقام صرب البوسنة، تجمعاً في مدينة بييلينا الكيان الصربي - شرق البوسنة تزامن مع تأبين ميلوشيفيتش، وصف خطباؤه محكمة لاهاي ب"القاتلة"، وحضوا سلطات صرب البوسنة على"رفض تسليم كاراجيتش وملاديتش". تعديل دايتون ومن جهة اخرى، أفاد"تلفزيون ساراييفو امس، ان قادة المسلمين والصرب والكروات البوسنيين"وافقوا على البدء بمباحثات لتعديل اتفاق دايتون، من أجل ترتيب مؤسسات جمهورية البوسنة - الهرسك بحسب معايير الانضمام الى الاتحاد الاوروبي". وتتركز التعديلات التي ستتناولها المحادثات على"حصر الرئاسة بشخص واحد وتعزيز قوة البرلمان وتوحيد مؤسسات الشرطة والامن". وتأتي موافقة الاطراف البوسنية، نتيجة وساطة السفير الاميركي في البوسنة دوغلاس ماك الذي اثمرت مساعيه في تخلي الصرب عن رفضهم الكامل لتعديل اتفاق دايتون. وانهى الاتفاق الحرب البوسنية واعتبر دستوراً للبلاد.