تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من حزبه والأوساط السياسية لدفعه الى كشف ثروته الحالية ومصادرها، بعدما قدرتها المعارضة بنحو 1.12 مليون يورو، ولم تكن تتجاوز 300 ألف يورو العام 2001 عندما شكل"حزب العدالة والتنمية"الحاكم، وذلك بحسب كشوف رسمية قدمها آنذاك. وإن كانت المعارضة تسعى الى تسجيل نقاط سياسية ووضع اردوغان في دائرة الاتهام بالفساد الذي وعد بمحاربته، فإن كشف نائبين من حزبه ما يملكانه من ممتلكات للعامة، وضع رئيس الوزراء في مأزق كبير، خصوصاً انه تذرع سابقاً بقانون سرية كشف ممتلكات السياسيين الذي يمنع الغير من كشف ثروة الساسة إلا برضاهم. ودخل زعماء الأحزاب المعارضة في تركيا سباقاً لكشف ممتلكاتهم من اجل تشديد الضغط على أردوغان الذي كان وعد بأن يحذو حذوهم، لكنه تراجع وتردد مكتفياً بالقول انه لن ينزلق الى معركة سياسية"قذرة". ويقول قريبون الى أردوغان ان إفصاحه عن ثروته ومصادرها لن يجعله في موقف حرج، لكنه قد يضع شركات يملك اسهماً فيها في مأزق، اذ يمكن المعارضة ان تؤوّل قوانين مالية أصدرتها الحكومة اخيراً بوصفها صدرت لحماية مصالح شركات اردوغان وشركائه. ويعترف هؤلاء بأن رئيس الوزراء يسعى الى إثراء مَن حوله من حاشية تدعمه، ليتحكم من خلالهم بقوة مالية تبلغ بلايين من الدولارات. وكان اردوغان واجه اتهامات بالفساد اثناء ترؤسه بلدية اسطنبول العام 1994، حين ادعت المعارضة التركية ان ثروته بليون دولار، لكن القضاء لم يثبت ما يدينه، وتمكن من ان ينأى بنفسه عن تهم الفساد منذ توليه السلطة العام 2003 حتى أوقعه في المأزق دفاعه المستميت عن وزير المال كمال اون اكطان المتهم بإعطائه تسهيلات كثيرة لشركات يملكها اولاده. وكان اول من لفت الى ثروة"حزب العدالة والتنمية"رجل الأعمال الثري رحمي كوتش العام 2001 عندما دعا السلطات التركية الى التحقيق في مصدر ممتلكات الحزب التي بلغت قيمتها آنذاك بليون دولار. وتعاني تركيا تفشي الفساد في اجهزة دولتها، والوعد بمحاربته كان احد ابرز الشعارات التي ساهمت في وصول حزب"العدالة والتنمية"الى السلطة وأودت برئيس الوزراء السابق مسعود يلماز الى... المحكمة. ويتحايل عدد من الزعماء السياسيين الأتراك في اخفاء ثرواتهم، من خلال تسجيل ممتلكاتهم بأسماء اقربائهم او زوجاتهم، وتبرير الزيادة المفاجئة في كشف تلك الممتلكات خلال توليهم السلطة، بأنها ديون تستوجب التسديد لاحقاً، او ان مصدرها هدايا افراح ابنائهم من ذهب وماس!