دخلت الرقاقات Microchips الالكترونية، وهي الدماغ الذي يدير الكومبيوتر، مرحلة جديدة من تطورها، بالاستعانة بعلم النانوتكنولوجيا Nanotechnology . والمعروف ان هذا العلم يشتغل على المادة في مقاساتها الفائقة الصغر، بل ان اسمه مُشتق من مصطلح"نانو"الذي يعني واحد من الالف من المليون من المتر. ومن جهة أخرى، فان التطوّر الاساسي في صناعة الرقاقات الالكترونية يتمثّل في القدرة على ادخال المزيد من الدوائر الالكترونية والترانزستورات اليها. وراهناً، تضع الشركات ملايين الترانزستورات في كل رقاقة. ويعني ذلك، تقليص المسافات والاحجام الى حجم... النانو. ومنذ فترة، يُعقد سباق"خفي"بين كبريات الشركات المُصنّعة للرقاقات، مثل"انتل" Intel"أيه ام دي"AMD و"أي بي ام"IBM و"توشيبا"Toshiba، لصنع رقاقات اكثر قوة، بمعنى ضغط احجام الترانزستورات ومسافاتها الى أقصى حد ممكن. ومن الناحية العلمية، يترجم هذا السباق نفسه تنافساً في توظيف علم النانو في صنع الرقاقات. وأخيراً، اعلنت شركة"انتل"، عملاق صناعة الرقاقات الالكترونية في العالم، انها باتت الشركة الأولى التي تتوصل لصنع رقاقات على مستوى 45 نانومتراً. والمعلوم ان معظم الرقاقات الالكترونية تعمل راهناً على مقياس تسعين نانومتراً. وبذا، تُمثّل رقاقة"انتل"قفزة بارزة في هذا السياق. ويكفي القول ان الرقاقة الجديدة تحتوي على بليون ترانزستور! وكذلك فإنها توفر في استهلاك الكهرباء. ولذا، انتجت"انتل"معالجات معلومات تعمل باسلوب"الذاكرة العشوائية الساكنة"Static Random Access Memory، واختصاراً"اس ار ايه ام"SRAM، باستخدام تقنية منطقية تعمل على مقاس 45 نانومتراً. ومن الناحية العلمية المحضة، تحمل هذه الرقاقة تأكيداً على الاتجاه العام لما يُعرف باسم"قانون مور"Moore Law ، الذي يتوقع تضاعف قوة الرقاقة الالكترونية، مع تقلص حجمها، كل فترة زمنية محددة. وفي الوضع الراهن، تُقدّر تلك الفترة بسنتين، فيما كانت قبلاً تُقدر بستة أشهر.