أخفقت واشنطن في الخروج من اجتماع الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا أمس بقرار ينص على احالة الملف النووي الايراني تلقائياً الى مجلس الأمن اذا لم تلتزم طهران وقفاً فورياً لأعمال تخصيب اليورانيوم بحلول نهاية الشهر المقبل. اذ حددت الوكالة، بقرار توافق ومن دون تصويت، مهلة تنتهي في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل للمراجعة الشاملة والنهائية للبرنامج النووي الايراني وطالبت طهران بتجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم. لكن القرار أشار الى ان مجلس حكام الوكالة سيقرر مع انتهاء المهلة اذا كان "من المناسب اتخاذ خطوات اضافية"، ما قد يمهد الطريق للاحالة الى مجلس الامن. وأكدت واشنطن، بلسان نائب وزير الخارجية الاميركي جون بولتون، انها تحتفظ بحقها في اتخاذ اجراءات ديبلوماسية قوية قبل تشرين الثاني اذا لم تستجب ايران مطالب الوكالة، واعتبرت ان طهران باتت "في عزلة"، فيما أعلنت الأخيرة انها ستقرر خلال "يومين او ثلاثة" اذا كانت ستواصل تخصيب اليورانيوم. وكان مشروع القرار الاصلي الذي طرحته فرنسا وبريطانيا والمانيا يتضمن عبارات قوية تدعو طهران لكي تجمد على الفور برنامجها لتخصيب اليورانيوم. لكن دول عدم الانحياز عارضت ذلك، وروعيت في القرار التعديلات التي طالبت بها هذه الدول بالتفريق بين "الالتزامات القانونية" و"إجراءات بناء الثقة". كما أخذت تحفظات روسية في الاعتبار. واكد رئيس الوفد الايراني حسين موسويان ان بلاده ستواصل التعاون مع الوكالة في شأن الضمانات المحددة في اطار معاهدة منع الانتشار النووي. لكنه اضاف ان ايران ستقرر خلال "اليومين او الثلاثة" المقبلة ما اذا كانت ستواصل تخصيب اليورانيوم. الا ان مسؤولاً ايرانياً كبيراً أكد ان ايران "لا تسعى الى الاستفزاز" و"ستطلب مشورة الاوروبيين". وتزامناً مع اجتماعات الوكالة، أجرى الحرس الثوري الايراني تجربة باطلاق صاروخين "بعيدي المدى" على "عدو وهمي" خلال مناورات في غرب البلاد في حضور المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. راجع ص 10