ذكرت مصادر، قريبة من الجماعات المسلحة، ان الحوار الاميركي - العراقي، الهادف الى تقريب وجهات النظر بين المتمردين في الانبار والقوات الاميركية، لوقف العمليات المسلحة اصطدم بتضارب مطالب"فرق المقاومة"واهدافها المختلفة. واعلن الشيخ اسامة الجدعان، احد زعماء عشائر الانبار،"ارتفاع عدد الإرهابيين الذين القي القبض عليهم من جانب جبهة تحرير العراق في الرمادي الى 337"حتى امس الخميس. وكشفت مصادر مطلعة على الاستعدادات الجارية لعقد اجتماع بين المجموعات المسلحة والقوات الاميركية ان"المحاولات عبر وسطاء سنة في الانبار اصطدمت بكثرة المطالب الاولية، التي اعلنها ممثلون عن المجموعات العراقية المسلحة، وعدم وجود مطالب مشتركة سوى خروج القوات الاجنبية". وأوضحت ان"الوسطاء السنة يلعبون دوراً في جر المقاومة المسلحة الى الحوار، لكن الامر ليس بهذه السهولة ما قد يؤخر اجتماع قادة المسلحين مع القوات الاميركية". وتابعت ان"الفصائل ذات التوجه الديني تطالب بخروج الاميركيين وتفعيل دور السنة في العملية السياسية في العراق ووقف التدخلات الايرانية وحل الميليشيات الحزبية المسلحة المحسوبة على التيارات الشيعية، واطلاق المعتقلين من السجون العراقية والاميركية وتأجيل مسألة الفيديرالية الى حين استقرار الوضع الداخلي، فيما تنادي المجموعات المسلحة المحسوبة على ضباط الجيش السابق وأعضاء البعث المنحل بوقف اجتثاث البعث واعادة ضباط وعناصر الاجهزة الامنية والجيش السابق الى مراكزهم وانخراطهم في الجيش الجديد بلا شروط، فضلاً عن خروج قوات الاحتلال". ولفتت المصادر الى ان"الوسطاء يحاولون التقريب بين مطالب الجماعات المسلحة توصلاً الى صيغة واحدة يتفق عليها الجميع، اضافة الى توحيد قياداتها في اطار وشخصيات معينة تتبنى التحدث باسمها لضمان عدم تبني أي جهة الحديث والتفاوض باسم المقاومة"مشيرة الى ان"هذا التنسيق يجري في بغداد والانبار وعمان". في المقابل ترفع القوات الاميركية سقف مطالبها مقابل جدولة خروجها من العراق، اذا ما وافقت هذه الجماعات على نزع سلاحها. وقالت ان المطلب الاميركي الاول كان"تبني المقاومة العراقية مسؤولية دحر الارهاب، لا سيما تنظيم ابي مصعب الزرقاوي، فيما يسعى الاميركيون الى وقف جميع العمليات الموجهة ضدهم والحصول على معلومات من فصائل المقاومة عن الجهات الإقليمية والدولية التي تدعمها". الى ذلك، اعلن الشيخ اسامة الجدعان، احد شيوخ الانبار والمنسق ما بين اللجنة الأمنية العشائرية، التي تشكلت في الرمادي لمجابهة الزرقاوي، ووزارة الدفاع العراقية القاء القبض على المزيد من الارهابيين في الانبار ونصفهم من جنسيات عربية. وقال الجدعان ل"الحياة"ان"اللجنة العشائرية تمكنت من اعتقال 337 ارهابياً"حتى يوم أمس بعدما كان عددهم الأسبوع الماضي 270 عنصراً. وأضاف ان"بين هذه العناصر أربع منظمات إرهابية مرتبطة بالزرقاوي وتعمل باسم المقاومة العراقية، وهي بريئة منها". وزاد ان"معظم عناصر هذه العصابات الأربع، التي استهدفت في عملياتها الأبرياء في الانبار والموصل وبغداد والنجف والبصرة، من جنسيات غير عراقية قدمت من الخارج". وأوضح ان بين هذه العصابات واحدة تسمى"عصائب الطرق"يقودها عراقي كنيته"ابو القاسم"ومعاونوه من العرب. وأفاد ان"كل الذين القي القبض عليهم سلموا بعد اجراء التحقيقات الأولية معهم في الانبار الى قيادة الاستخبارات المشتركة والجيش العراقي"واشار الى ان"55 في المئة منهم من المتسللين العرب"، رافضاً الكشف عن هوياتهم، فيما"تراوح نسبة العراقيين بين 15 و20 في المئة، بينما"العدد المتبقي يعود الى ارهابيين أجانب من الشرق الأوسط، والافغان، ودول اوروبية يحمل بعضهم جنسيات نروجية وسويدية". واكد الجدعان ان"وسطاء من السنة يبحثون عن ممثلين شرعيين للمقاومة العراقية للجلوس إلى طاولة المفاوضات". إلى ذلك، قال سياسي سني بارز ان المسلحين علقوا التفاوض مع القوات الاميركية بسبب رفض الولاياتالمتحدة تحديد جدول زمني للانسحاب، مشيراً الى ان"المسلحين أبلغوا مفاوضيهم انهم على استعداد لوقف عملياتهم مقابل مشروع متكامل".