اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امام ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون ان التقرير الذي رفعه رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، القاضي البلجيكي سيرج براميرتز الى مجلس الامن"يظهر مهنية عالية ومتقدمة، ويؤكد في شكل واضح ان التحقيق ماض في طريقه لإظهار الحقيقة بثقة وقوة". وشكر السنيورة الأممالمتحدة ولجنة التحقيق الدولية والقاضي براميرتز على جهودهم، آملاً الاستمرار بالمنهج ذاته، بما يؤدي إلى كشف الجريمة. وقال السنيورة:"ان التقرير الأخير دل على صلابة الخطوات والنتائج التي كانت توصلت إليها لجنة التحقيق في عملها السابق، وعلى الأمل في التوصل إلى النتائج المرجوة في المستقبل". وقال بيدرسون بعد الاجتماع:"ركزنا على مواضيع الساعة، ولن أَدخل في أي تفاصيل، ولكن سأكرر ما أعلنته الأممالمتحدة من أنها مسرورة جداً بالطريقة التي يجرى فيها الحوار الوطني حتى الآن، وهذا يبعث رسالة قوية إلى الشعب اللبناني والمنطقة". والتقى السنيورة السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين، الذي قال:"تحدثنا في كل المواضيع المتعلقة بالأوضاع في لبنان والملف اللبناني في الأممالمتحدة، إضافة إلى كل المواضيع المتعلقة بتنفيذ القرار 1559 وكل القرارات التي لها علاقة بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. كما بحثنا في الأوضاع في المنطقة وانتهزت الفرصة لأرحب باسم روسيا من جديد بالحوار الوطني الذي يجرى الآن في لبنان، ونعتبر ان هذا الحوار هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتعزيز الاستقرار الداخلي في لبنان وحل القضايا التي يواجهها لبنان الآن، ونتمنى للسياسيين اللبنانيين أن يتفقوا في ما بينهم على كل المواضيع المتنازع عليها". والتقى السنيورة السفير المصري حسين ضرار، وعرض معه التطورات الراهنة. الى ذلك، زار المحامي ناجي البستاني وكيل الضابطين الموقوفين في جريمة اغتيال الحريري العميدين مصطفى حمدان وريمون عازار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وأدلى البستاني بتصريح علق فيه على تقرير براميرتز بالقول:"أن الانطباع الأول عند القراءة السريعة والأولية لهذا التقرير يسترعي فيه الانتباه النقد الذاتي والموضوعي والاحترافي الذي ذكره في شكل غير مباشر، وتكلم في شكل واضح في أكثر من فقرة أن هناك مسارات سابقة كانت اعتمدت ولا مجال لمتابعتها وهناك مسارات جديدة ستعتمد ويتم التأكد والتثبت من مدى جديتها وإيجابيتها، وركز التقرير في ما يتعلق بأوضاع الضباط الأربعة وسائر الموقوفين على مواد الادعاء ولم يتضمن أي إشارة على غرار ما كان يحصل في التقارير السابقة عن الإصرار والاستمرار في الإدعاء والملاحقة وعدمها، بل قام بعرض موضوعي فقط. من أجل ذلك نحن نبني على هذا الواقع موقفاً قانونياً وقضائياً، وسنتقدم بطلبات جديدة". وفي ساحة النجمة، تلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري التهانئ من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بنتائج الحوار الوطني التي تحققت وذلك من خلال اتصال تلقاه من الديوان الملكي الذي نقل تهانئ الملك بهذا الحوار بين اللبنانيين، مؤكداً دعم المملكة ودعمه شخصياً لكل ما يشجع على وحدة اللبنانيين وحل مشاكلهم ومعلناً وضع إمكانات الأردن لإنجاح الحوار. وهنأ السفير المصري لدى لبنان حسين ضرار الرئيس بري"على النجاح الذي احرزه الحوار الداخلي اللبناني حتى الآن وهو نجاح كبير وقطع مراحل صعبة واثبت وحدة اللبنانيين ووحدة الرأي والفكر". ورأى السفير ضرار بعد لقائه بري"ان هناك اهتماماً بكل المسائل الرئيسية في إطار من الحوار الجدي والموضوعي". وعن المبادرة العربية في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية ? السورية، اعتبر ان"الحوار نفسه نادى بهذا الأمر، ولا يحتاج حتى للمبادرة العربية، ولبنان وسورية دولتان شقيقتان وقد نتج عن الحوار اللبناني هذا الأمر بتوافق الجميع. ان يكون هناك مبادرة او ان لا يكون فهذه مسألة تتوقف على طلب من الشقيقين، وفي هذه الحال لن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية".واصفاً"النقاط التي اتفق عليها بأنها نقاط مهمة جداً جداً يجب النظر إليها ودراستها بكل تأنٍ، البعض يتصور انها سهلة وهذا غير صحيح ابداً فهي ليست سهلة، هي نقاط لها حساسيتها ولها تاريخها ولها تشعباتها، وان شاء الله يكون التطبيق متوافقاً مع القرارات بالإيجابية والسهولة نفسيهما". وإذ أشار رداً على سؤال الى ان زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق"لم تتقرر حتى الآن، ولم يحصل كلام عن موعد محدد لها"، قال:"ولكن أيضاً نتوقع كل الخير لأن الروح التي سادت هذا الحوار تنم عن نية صادقة لإجراء حوار بناء يزيل كل العقبات او سوء التفاهم الذي يمكن ان يكون قائماً، وكما اطلعنا من الصحف اللبنانية اليوم عن ردود فعل إيجابية صادرة من دمشق أيضاً ومن الصحافة السورية". وعن دور القمة العربية في تقريب وجهات النظر اكد ضرار أن"العمل قائم على ذلك في أي مكان وزمان سواء في هذه اللحظة او في أي وقت، والمسألة متروكة للبنان وسورية".