دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي موسكو وبكين إلى الدفاع عن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل الأزمة الناشئة حول الملف النووي الإيراني الذي يثير جدلاً. وفي حين يبقى أعضاء مجلس الأمن مقسومين حول الدور الذي يجب أن يناط بالمجلس في إطار هذه الأزمة، جدد آصفي التأكيد على أن بلاده لن تذعن لمطلب من المجلس بتعليق تخصيب اليورانيوم. ودعا آصفي خصوصاً إلى"الدفاع عن الوكالة"الدولية للطاقة الذرية. وأكد آصفي مجدداً أن إيران لا تنوي الإذعان لأي مطلب من مجلس الأمن بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به لأغراض البحث على ما تؤكد، داعياً الولاياتالمتحدة إلى إعلان موقفها من التفاوض معها، ومن ثم تعلن طهران موقفها من التفاوض. ووصف الناطق تصريحات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي قال إن الرئيس محمود أحمدي نجاد يقود بلاده"في الاتجاه الخاطئ"، بأنها"تافهة". وعما إذا كان سيتم استدعاء السفير البريطاني في طهران، قال إن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة. خيبة موسكو وفي لقاء محدود مع عدد من الصحافيين حضرته"الحياة"، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسف بلاده لفشل المفاوضات المتواصلة مع الجانب الإيراني، لكنه شدد على تمسك بلاده بموقفها حول ضرورة أن تلعب الوكالة الدولية الدور الأساس في تسوية الأزمة. ورفض لافروف مبدأ العودة إلى نظام الرقابة الدولية الذي عمّق أزمة الثقة بين إيران والمجتمع الدولي، وشدد على ان موسكو تواصل العمل من اجل التوصل إلى اتفاق مع طهران لحل المشكلة، معتبراً حال انعدام الثقة"لا يمكن تجاوزها من دون تقديم أجوبة كاملة عن الأسئلة العالقة في شأن البرامج النووية الإيرانية"، مضيفاً أن روسيا تؤيد حق إيران الشرعي في الاستخدام السلمي للطاقة بعد تقديم الأجوبة إلى المجتمع الدولي . وحذر الوزير الروسي مجدداً من محاولات تجرى لتسييس مناقشة الملف الإيراني داخل مجلس الأمن، ولفت إلى غياب رؤية استراتيجية واضحة في التعامل مع الملف الإيراني، مؤكداً استعداد بلاده لعقد نقاش مفتوح مع شركائها الغربيين"من أجل تحديد معالم رؤية واضحة تجمع عليها الأطراف". انقسام في مجلس الأمن ويأتي ذلك بينما يجري مجلس الأمن غداً مشاوراته الأولى الرسمية حول الملف النووي الإيراني، لكنه لن يعتمد أي مشروع قرار قبل الأسبوع المقبل، فيما لا يزال هناك خلافات حول بعض بنود مشروع قرار فرنسي - بريطاني كما أعلن ديبلوماسيون. ومن المقرر أن يجري المجلس اليوم مشاورات غير رسمية، تليها غداً مشاورات رسمية. ولم يشر السفير الأميركي جون بولتون الذي تحدث إلى الصحافيين إلا إلى الاجتماعات غير الرسمية التي تعقد اليوم بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا ثم بين مجمل أعضاء المجلس. وتحاول الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تحظى بحق النقض، منذ عشرة أيام الاتفاق على بنود نص وضعه البريطانيون والفرنسيون بدعم من الأميركيين ويفترض أن يشكل أول مرحلة لرد تدريجي من مجلس الأمن على المسألة الإيرانية. واعتبر البيت الأبيض أن من السابق لأوانه الحديث عن انقسام حاد بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول الرد على التحدي النووي الإيراني. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن"نقاشات حية"تجرى وأن الأسرة الدولية"موحدة"في الرغبة لمنع الجمهورية الإسلامية في إيران من امتلاك السلاح النووي. وأوضح أن"الأسرة الدولية موحدة في الهدف الذي هو منع النظام الإيراني من تطوير السلاح النووي". كروبي في غضون ذلك، انتقد المسؤول الإيراني السابق الإصلاحي مهدي كروبي التصريحات"غير الحكيمة"للرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في المجال النووي مؤكداً ضرورة تجنب إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن بأي ثمن. وقال:"يجب أن تكون لنا ديبلوماسية قوية وتجنب التصريحات غير الحكيمة التي تعقد الوضع، كما علينا تعزيز التعاون وتوفير أجواء الثقة". وأوضح كروبي الذي نافس أحمدي نجاد على الرئاسة:"أنا على ثقة بأن عقوبات اقتصادية ستتسبب بمشكلات ضخمة كثيرة. آمل بأن تحل المسألة عبر التفاوض".