سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تواصل مشاورات تشكيل الحكومة على أمل انعكاس عملية اريحا ايجابا على اجواء الحوار . عباس يتهم واشنطن ولندن بالتواطؤ لكنه يتمسك بالرعاية الدولية للاتفاقات
تواصلت امس تفاعلات الهجوم الاسرائيلي على سجن اريحا واعتقال الامين العام ل"الجبهة الشعبية"ورفاقه، فاضافة الى التنديد العربي والاوروبي بالعملية، شهدت الاراضي الفلسطينية حالة غضب شديد عبر عن نفسه في الاضراب العام والتظاهرات التي اجتاحت العديد من المدن، في وقت وجه الرئيس محمود عباس انتقادات شديدة اللهجة الى الجانبين الاميركي والبريطاني بلغت حد اتهامهما بالتواطؤ مع اسرائيل. لكنه مع ذلك تمسك بالرعاية الدولية للاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، وتعهد مواصلة طريق السلام، قائلا:"لن نتراجع وسنواصل العمل". راجع ص 4 و5 وكان الرئيس الفلسطيني قطع محادثاته مع الاتحاد الاوروبي في ستراسبورغ امس ليعود الى اريحا حيث اطلع على حجم الدمار الذي خلفه الجيش الاسرائيلي، واصفاً العملية بأنها"جريمة لا يمكن ان تغتفر، واهانة للفلسطينيين، وخرق فاضح للاتفاقات". واتهم الجانبين الاميركي والبريطاني بالتواطؤ مع اسرائيل، وقال:"انا لا اتهم احدا، لكني اتحدث عن حقائق، فعندما ينسحب المراقبون عند التاسعة وعشرين دقيقة، وتأتي بعدهم القوات الاسرائيلية عند التاسعة والنصف، ما معنى ذلك؟". وأقر بأن المراقبين البريطانيين ابلغوا السلطة قبل اسبوع نيتهم المغادرة، لكنه قال انهم لم يحددوا موعدا لذلك. واضاف ان كبير المفاوضين صائب عريقات عرض عليهم نقل المعتقلين الستة سعدات ورفاقه الاربعة ومسؤول فتح فؤاد الشوبكي الى المقاطعة في رام الله"لكننا لم نتلق جوابا". رغم ذلك، تمسك عباس بالرعاية الدولية، مطالبا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى عدوان متواصل، مشددا على انه لا قيمة للاتفاقات مع اسرائيل ما لم تحظ برعاية اطراف اخرى. واضاف:"لن نتراجع وسنواصل العمل. صحيح توجد عقبات، لكن علينا ان نستمر. هذا مشروع وطني يجب ان يستمر رغم كل العقبات". وبحسب التقديرات الفلسطينية التي نقلت الى الاوروبيين خلال محادثات عباس، فان اسرائيل هدفت من وراء العملية الى"اصابة السلطة وارباك الوضع الداخلي الفلسطيني في ضوء محاولات حماس تشكيل الحكومة الجديدة". الا ان"حماس"واصلت مساء امس مشاورات تشكيل الحكومة مع الكتل البرلمانية الاخرى والبحث في التعديلات المقترحة على برنامج الحكومة، على امل ان تنعكس العملية الاسرائيلية ايجابا على اجواء الحوار مع الفصائل وان تنتهي بشراكة وطنية. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية للصحافيين:"آمل ان يستفاد مما حصل في اريحا لجهة تمتين وحدة الشعب الفلسطيني والاتفاق على برنامج سياسي يغادر الركون الى الاتفاقات والضمانات الدولية". واكتفى بتحميل اسرائيل مسؤولية سلامة سعدات ورفاقه، معتبرا ان اعتقالهم في سجن اريحا"خروج عن كل الاعراف والقوانين الدولية"، ودعا"كافة الاطراف الى التدخل بشكل مباشر لنطمئن على سلامته وكل الاخوة المعتقلين". على ان احد الانعكاسات المتوقعة لأزمة سجن اريحا ستطاول حتماً الديبلوماسية البريطانية، وسط توقعات خبراء بريطانيين بأن تكون لهذه الحادثة عواقب دائمة على العلاقات بين بريطانيا والسلطة وعلى صورة بريطانيا في المنطقة. في غضون ذلك، طالب مبعوث اللجنة الرباعية هناك جيمس وولفونسون ب"منح الوقت للفلسطينين وانتظار الحكومة المقبلة"ومن ثم"اختيار الاستراتجية الأنسب للتعامل مع الواقع".