أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك أمس ان دارفور تشهد تطهيراً قبلياً، ووصف الأوضاع الأمنية في الإقليم بأنها"قاتمة وسيئة". ورأى ان المخرج الوحيد هو الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار تراقبه قوات لها امكانات وقدرات أكبر من قدرات الاتحاد الافريقي الذي يراقب الأوضاع هناك، لافتاً إلى ان مجلس الأمن الدولي سيقرر في شأن نشر قوات دولية في دارفور الثلثاء المقبل. وقال برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس إن الأوضاع في ولايات دارفور الثلاث سيئة خصوصاً في جنوب دارفور، موضحاً انه منذ نهاية شباط فبراير الماضي وحتى الآن قتل أكثر من 400 شخص في مواجهات مسلحة بين القبائل في عملية"تطهير قبلي"، مشيراً إلى ان الهجمات لأسباب اقتصادية واجتماعية لم تتوقف بين الميليشيات القبلية. وأضاف ان القبائل المسلحة أخذت تمارس عمليات طرد من الأرض للاستيلاء عليها، مؤكداً ان القوات الحكومية ومتمردي دارفور لا يتحملون مسؤولية ما يجري من عمليات تطهير، مشيراً إلى ان مناطق شريعة وقريضة تشهد عمليات تفريغ لقبيلة الزغاوة التي ينحدر منها معظم قادة ومقاتلي حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، موضحاً ان الزغاوة اجبروا من جهات لم يحددها على عدم العودة إلى قريضة. وذكر برونك ان المحادثات الجارية بين الحكومة ومتمردي دارفور في بوجا تمضي ببطء ولم تحرز تقدماً بعد دخولها الشهر الرابع. ورأى ان الاقتراح الذي طرحه وسطاء الاتحاد الافريقي على اطراف النزاع حول وقف النار لأسباب إنسانية غير كاف، وطالب بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم مراقب بقوات لها امكانات لحماية المدنيين، مشيراً إلى ان الاتحاد الافريقي ليس لديه هذه الامكانات"على رغم انه يؤدي عملاً جيداً". ورأى ان من الأفضل نشر قوات دولية في دارفور لدعم عملية السلام، لكن هذا الأمر متروك إلى مجلس الأمن الذي سيقرر فيه الثلثاء المقبل، مبيناً ان فريقاً مشتركاً من الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة سيزور دارفور قبل نهاية الشهر الجاري لتقويم الأوضاع على الأرض. وقلل برونك من لقاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مع زعيمي حركتي"تحرير السودان"مني أركو ميناوي و"العدل والمساواة"الدكتور خليل إبراهيم في طرابلس أخيراً، وقال إن مثل هذه اللقاءات ينبغي ان تجري في ابوجا وليس في اي مكان آخر. وانتقد برونك الهجوم الذي تعرضت له قوات من"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بالقرب من منطقة ابيي الأسبوع الماضي ما أوقع 32 قتيلاً منهم، وقال إن اللجنة العسكرية المشتركة من القوات الحكومية و"الحركة الشعبية"دانت المسلك وقررت إجراء تحقيق في الحادث لتحديد الجناة، مشيراً إلى ان اللجنة السياسية بين طرفي اتفاق السلام ستعقد اجتماعا مهمّاً نهاية الشهر لمناقشة النزاع بين الطرفين حول منطقة ابيي وإبعاد حركة متمردي"جيش الرب"الأوغندية المعارضة التي تتخذ من جنوب السودان قاعدة لعملياتها في شمال أوغندا. وفي سياق آخر، ألغت وزارة الشؤون الإنسانية إجراءات فرضتها في وقت سابق على الوكالات الأجنبية العاملة في دارفور والمتصلة بتجديد الترخيص كل ثلاثة اشهر، ومددت المهلة إلى نهاية العام. وعلم ان وزير الشؤون الإنسانية كوستا مانيبا أصدر الأسبوع الماضي قرارا ألغي بموجبه الإجراء السابق الذي كان يفرض على المنظمات الحصول على اذونات للعمل في دارفور كل ثلاثة اشهر لتمدد المهلة حتى نهاية العام من جهة أخرى قالت مصادر ديبلوماسية ليبية إن قمة ثلاثية مصرية ليبية سودانية ستعقد خلال الأيام المقبلة لبحث ملف دارفور، من دون تحديد موعدها بالضبط.