سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوات الاسرائيلية تقتحم سجن اريحا و "تختطف" سعدات والشوبكي ورفاقهما ... وردود غاضبة وتجاوزات في غزة ... وانتقادات لاميركا وبريطانيا . اولمرت يطلق حملته الانتخابية باطاحة الضمانات الدولية واحراج السلطة وتهديد "حماس"
سلم الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"احمد سعدات نفسه مساء امس لقوات الاحتلال الاسرائيلي اثر عملية اقتحام واسعة شنتها على سجن اريحا في الضفة الغربية. واعلن الجنرال يائير نافيه رئيس القيادة الاسرائيلية الوسطى للصحافيين من المقر الموقت الذي اقامه الجيش على مشارف المدينة ان الهجوم الذي بدأ فجرا استكمل العملية"بنجاح". وحذر الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية"والفصائل الفلسطينية الاخرى من ايذاء المخطوفين. وطالبت قطر، العضو العربي الوحيد في مجلس الامن، بعقد جلسة مشاورات اليوم للبحث في العملية الاسرائيلية. ودعت الولاياتالمتحدة الاسرائيليين والفلسطينيين الى الهدوء وضبط النفس وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون مكورماك الذي يصاحب وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في زيارة لاندونيسيا ان الولاياتالمتحدة على اتصال بالجانبين لحضهما على التزام الهدوء. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي يرافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته للنمسا اعتقال سعدات ورفاقه بانه عملية"اختطاف". ورأى مراقبون في اسرائيل والاراضي الفلسطينية ان العملية جزء من الحملة الانتخابية لحزب"كديما"الاسرائيلي بقيادة القائم باعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ورسالةً موجهة الى حركة"حماس"مفادها ان هذه العملية تشكل نموذجاً للأسلوب الذي ستستخدمه في تعاملها مع الحركة وحكومتها وقياداتها ومؤسسات السلطة مستقبلا اذا لم تذعن لشروطها. واستهدفت عملية حصار سجن اريحا وهدم جدرانه سعدات وأربعة من أعضاء"الجبهة الشعبية"المتهمين باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي العام 2001، والمسؤول المالي في الأمن الوطني اللواء فؤاد الشوبكي المتهم بتمويل سفينة السلاح"كارين أيه"التي تدعي اسرائيل انها كانت موجهة من ايران الى قطاع غزة. وفاجأت العملية السلطة الفلسطينية التي بدا انها تركن الى اتفاق رباعي فلسطيني - اسرائيلي أميركي - بريطاني منذ العام 2002 يقضي بوضع المعتقلين الستة في سجن فلسطيني في مدينة أريحا تحت حراسة أميركية - بريطانية، ما يثير شكوكا في جدوى اي ضمانات دولية للاتفاقات مع السلطة. كما جاءت العملية مفاجئة لحركة"حماس"التي تجري استعدادات واسعة لتشكيل حكومتها الجديدة فأعلنت أمس عن تأجيل لقاء مع ممثلي الفصائل والكتل البرلمانية كان مخصصاً للبحث في البرنامج السياسي للحكومة. وكانت محكمة العدل العليا الفلسطينية اصدرت قراراً يقضي باطلاق سعدات في العام التالي لاعتقاله، لكن السلطة لم تنفذ القرار بسبب تهديد اسرائيل باعتقاله او اغتياله فور خروجه من السجن. وعقب انتخاب سعدات عضواً في المجلس التشريعي في كانون الثاني يناير الماضي تزايدت المطالبات باطلاقه. واعلن الرئيس محمود عباس في لقاء جماهيري لمناسبة يوم المرأة في الثامن من آذار مارس الجاري انه جاهز لاطلاق سراح سعدات اذا تلقى كتاباً من المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية"يفيد انه - أي عباس - غير مسؤول عن ما يحصل له بعد ذلك. وحمّل سعدات والسلطة الفلسطينية كلاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل المسؤولية عن كل ما تعرض له ورفاقه. وقال في اتصال هاتفي مع"الحياة"أثناء العملية حيث كانت الدبابات الاسرائيلية تدك الجناح الذي يقيم فيه:"هناك تواطؤ أميركي - بريطاني مع الاحتلال الاسرائيلي". وحملت السلطة بشدة على الموقفين الأميركي والبريطاني لعدم التزامهما بالاتفاق الرباعي. وقال الناطق باسم"فتح"أحمد عبدالرحمن ان"السلطة فوجئت بانسحاب بعثة المراقبين من دون ابلاغ الجانب الفلسطيني". وأجرى الرئيس محمود عباس اتصالات مع الادارة الأميركية واللجنة الرباعية ورئاسة الاتحاد الأوروبي وقدم اقتراحا لاسرائيل عبر هذه الأطراف مفاده انه مستعد للتعهد بعدم اطلاق سعدات ورفاقه اذا ما انسحبت اسرائيل وتركتهم، لكن اسرائيل رفضت عرض عباس. وقال مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة"فرانس برس":"ما دامت السلطة الفلسطينية لا تستطيع ابقاء قتلة في السجن سنعرف كيف نطبق القانون". وشهدت الأراضي الفلسطينية تظاهرات عارمة عقب اقتحام سجن أريحا. وأقدم عدد من المسلحين الغاضبين على اقتحام وتحطيم مراكز ومؤسسات ثقافية ومالية بريطانية احتجاجا على الدور البريطاني في هذه العملية. وفي جنين خطف مسلحون استاذا أميركيا في الجامعة العربية الأميركية لكنهم اطلقوه لاحقاً. واعلن مصدر امني فلسطيني في غزة انه جرى ترحيل الاجانب من قطاع غزة والضفة حرصاً على سلامتهم. واعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن قلقه من العنف فيالضفة الغربيةوغزة ودعا الى وقفه. وذكّر الهجوم على سجن أريحا أمس، قبل اسبوعين من الانتخابات البرلمانية في الدولة العبرية، بخطوات عسكرية أخطر أمر رؤساء حكومة سابقون بتنفيذها عشية انتخابات برلمانية ابتغوا منها تحسين مواقعهم وأحزابهم في صناديق الاقتراع، مثل قصف مفاعل"تموز"النووي العراقي عام 1981، ومجزرة قانا عام 1996 بأمر مباشر من شمعون بيريز. وكان معلقون اسرائيليون بارزون توقعوا ان يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤسس حزب"كديما"ارييل شارون بعملية عسكرية ضد ايران لاجهاض مشروعها النووي في حال رأى انه قد يخسر الانتخابات الوشيكة فجاء خَلَفه اولمرت أمس بقرار اقتحام سجن أريحا واعتقال سعدات ورفاقه الاربعة والشوبكي.