دعا عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جميل المجدلاوي السلطة الفلسطينية الى عقد اجتماع فوري بين الطرفين للبحث في الترتيبات اللازمة للافراج عن الامين العام للجبهة احمد سعدات المعتقل في احد سجون السلطة في مدينة اريحا. وشدد على ان الجبهة تعهدت للسلطة عدم تحميلها مسؤولية وتبعات الافراج عن سعدات ورفاقه الاربعة المحتجزين لديها. وقال مجدلاوي ل"الحياة" في مدينة غزة امس ان السلطة تتذرع باستمرار احتجاز سعدات ورفاقه بحمايتهم من الاحتلال الاسرائيلي الذي يهدد باعتقالهم او اغتيالهم، مشددا على ان الجبهة تتعهد حمايتهم بدلا من السلطة في حال اطلاقهم. وكان سعدات وعضو اللجنة المركزية للجبهة عاهد ابو غلمة، وكوادرها الثلاثة باسل الاسمر وحمدي قرعان ومجدي الريماوي بدأوا اضرابا مفتوحا عن الطعام اعتبارا من اول من امس احتجاجا على استمرار اعتقالهم وعدم اطلاقهم تنفيذا لقرارات القضاء الفلسطيني. وتمارس اسرائيل ضغوطا كبيرة على السلطة الفلسطينية كي لا تطلقهم وفؤاد الشوبكي المسؤول المالي لقوات الامن الوطني الفلسطيني، وهم محتجزون معا منذ مطلع ايار مايو الماضي في سجن في اريحا تحت رقابة بريطانية واميركية بموجب اتفاق رفعت معه قوات الاحتلال الاسرائيلي حصارها المشدد الذي كان مفروضا على الرئيس ياسر عرفات المحاصر في مبنى المقاطعة. وجاء اعتقال سعدات ورفاقه الاربعة استجابة لضغوط اسرائيلية - اميركية على خلفية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي السابق اليميني المتطرف رحبعام زئيفي في تشرين الاول اكتوبر عام 2001، على ايدي مقاتلين من الجبهة، ردا على اغتيال امينها العام السابق الشهيد ابو علي مصطفى في آب اغسطس من العام نفسه، في حين اعتقل الشوبكي على خلفية قضية سفينة الاسلحة "مارين ايه". ولفت مجدلاوي الى أن الجبهة ابلغت مواقفها هذه للسلطة الفلسطينية في اتصالات جرت امس مع مسؤولين فيها كي لا يستمر هؤلاء المسؤولون في القول ان السلطة على استعداد لاطلاق سعدات اذا تعهدت الجبهة حمايته، أو تعهدت عدم تحميل السلطة المسؤولية عما قد يحدث له. ودعا الى تطبيق قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية القاضي باطلاق سعدات في الثالث من حزيران يونيو الماضي. يذكر ان اعتقال سعدات من جانب السلطة يشكل سابقة لم تعهدها الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وتسببت في شرخ بين السلطة والجبهة، تعهدت الاخيرة على اثره ان لا تنضم الى أي قيادة وطنية موحدة في حال تشكيلها طالما استمر اعتقال امينها العام، الامر الذي شكل جرحا نازفا في خاصرة العلاقات الفلسطينية.