أكثر من 30 مدرباً سقطوا ضحايا لعدم تأهل منتخباتهم الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006، أبرزهم الالماني بيرتي فوغتس مع اسكتلندا، والايطالي ماركو تارديلي مع مصر، والمغربي بادو الزاكي مع اسود الاطلسي. وعلى مدار 31 يوماً في نهائيات المسابقة من 9 حزيران يونيو الى 9 تموز يوليو المقبلين، سيكون مصير 31 مدرباً مرهوناً بنتائج منتخباتهم، والغريب ان تاريخ وطموحات وترشيحات كل منتخب هي التي ستحدد الحاجز النهائي المطلوب لكل منها، وتعادل واحد يكفي لتحقيق قدر هائل من السعادة والقناعة لمنتخبات توغو وانغولا وترينداد وتوباغو، وعبور الدور الاول هو قمة النجاح لغانا وساحل العاج وتونس وايران والسعودية وكوستاريكا، والخسارة في المباراة النهائية يمثل فشلاً ذريعاً للبرازيل، ولا عذر لمدربها كارلوس البرتو باريرا اذا لم يحتفظ بلقبه، والأغرب أن الفوز بالكأس لا يضمن له ايضاً الاستمرار في موقعه، لأن انصار السامبا يريدون دائماً الجمع بين الألقاب والاداء الجميل. الاميركي بروس اريناهو المدرب، الوحيد الذي طال بقاؤه مع احد المنتخبات المشاركة في النهائيات الى سبع سنوات كاملة، وقاد منتخب الولاياتالمتحدة بنجاح الى النهائيات مرتين متتاليتين وصعد به الى الدور الثاني في المسابقة الأخيرة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وعلى رغم وقوعه في المجموعة الخامسة الصعبة مع ايطاليا وتشيخيا وغانا إلا أنه ليس خائفاً ولا متشائماً، ولا يقلقه أبداً أن المنتخب الاميركي سقط في مباراتيه السابقتين في نهائيات المونديال أمام نظيره الايطالي 7-1 عام 1934 في ايطاليا، وصفر -1 عام 1990، ودائماً في ايطاليا، ويرى أن مواجهته مع الازوري - لقب منتخب ايطاليا نسبة الى لون قميص الازرق - ستكون مناسبة رائعة لأن جدوده لأبيه من أصول ايطالية، وان كل مباريات المجموعة صعبة. ولا يختلف المدير الفني لايطاليا مارشيلو ليبي عن نظيره الاميركي، في اعتبار أن كل مباريات النهائيات صعبة، ويرى ان منتخبي تشيخيا والولاياتالمتحدة يسبقان ايطاليا في تصنيف"الفيفا"، وان غانا هي برازيل افريقيا، ومهارات الافارقة القادمين من غانا تكشف عن قوة هذا المنتخب، ولكن ايطاليا تلعب كل مباراة في البطولة بهدف الفوز، والايطاليون لا يرضون بغير اللقب، ولم يشفع وصول الازوري لنهائي كأس العام 1994 والخسارة المريرة بركلات الترجيح امام البرازيل للمدرب اريغو ساكي، ودفع المدرب دينو زوف ثمناً غالياً لخسارته بهدف ذهبي أمام فرنسا في نهائي بطولة أوروبا 2000، وهو ما يكشف حقيقة مريرة، ان الوصول الى المباراة النهائية ليس هدفاً ولا غاية. ولا يمتلك المدير الفني التشيخي كارل بروكنر طموحات ليبي نفسها، ولا يتوقع أبداً الفوز بالكأس التي يحتكرها المتخصصون الكبار عبر عشرات السنين، ولكن الوصول الى أبعد دور في النهائيات يمثل نجاحاً، والتشيخيون لن يقللوا أبداً في تقديرهم لأي منتخب في المجموعة، ولكن الفرص الرئيسية ستكون لايطاليا. والكرواتي رادومير ديوكوفيتش، المدير الفني لغانا، يرى أن عبور فريقه الدور الاول يعادل تماماً الفوز بكأس العالم. الوحيد بين المدربين الذي لن يفيده فوز منتخبه بالكأس، ورحيله مؤكد في كل الحالات، هو السويدي سفن غوران اريكسون المدير الفني لانكلترا، وابلغه المسؤولون رسمياً أن الاتحاد لن يجدد عقده بعد النهائيات، وعلى رغم أنه تصدر مجموعته في التصفيات ووصل الى ربع نهائي الكأس الماضية 2002، ولم يخرج إلا أمام البطل البرازيلي، ومن خطأ فادح للحارس سيمان، الا أنه لا يحظى بحب الجمهور أو الصحافة، وتعرض لكل أنواع الهجوم والنقد بعد الخسارة التاريخية أمام المنتخب الايرلندي في بلفاست صفر -1 في التصفيات، وهي الاولى لانكلترا منذ عام 1927 في هذه المدينة، وطالبت الصحف في عناوينها الرئيسية بإقالته، وشاءت الاقدار أن يتواجه اريكسون، وللبطولة الثانية على التوالي، مع السويد في الدور الأول، وهما في المجموعة الثانية مع باراغواي وترينداد وتواغو، وعلى رغم عدم سعادته باللقب ضد السويد إلا أنه راض جداً عن المجموعة ويراها مقبولة، ولا يقلق اريكسون ان انكلترا لم تفز على السويد منذ 30 عاماً، ويتمنى أن ينتهي هذا الجفاف عام 2006، ويتمنى أيضاً أن يصعد منتخبا انكلترا والسويد معاً الى الدور الثاني، ولكنه يركز على صدارة المجموعة، لأن احتمالات وقوع ثاني المجموعة في الدور الثاني مباشرة، مع أصحاب الملعب والجمهور"منتخب المانيا"تقلل جداً من فرص العبور الى الادوار التالية. الطريف ان الانكليز سيلعبون في نورمبرغ مباراتهم الثانية ضد ترينداد وتوباغو، التي يقودها انكليزي الاصل والمولد والأب"كريس بيرشال"الذي نال جنسية ترينداد وتوباغو لأن والدته من مواليد العاصمة بورت اوف سبين، ولم يذهب بيرشال كثيراً الى بلده الجديد. وخطر الاقالة يبدأ دائماً باكراً عند المدربين المسؤولين عن المنتخبات المرشحة للفوز، ولا ينسى أحد الصفعة العنيفة التي مني بها المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، بهزيمتين من السنغال والدنمرك في الدور الأول للنهائيات الماضية، وخروجه الباكر من المسابقة، وهو الأمر الذي اغلق ملف المدير الفني للديك الازرق روجيه لومير، ويعود لومير مجدداً الى النهائيات في عام 2006 ولكن مع منتخب تونس. ويعرف المدير الفني الفرنسي رايمون دومينيك ان عبور سويسراوكوريا الجنوبيةوتوغو هو السبيل الوحيد لاستمراره في موقعه، والفرنسيون يتوقعون أن يصعد منتخبهم الى نصف النهائي على الأقل، والسقوط قبل هذا الدور يمثل فشلاً للمدرب.