اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس خلال زيارة للدوحة ان الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 كانون الثاني يناير لن تنظم اذا لم تسمح اسرائيل لسكان القدسالمحتلة بالمشاركة فيها. وقال عباس في تصريح لقناة"الجزيرة"القطرية:"كلنا متفقون على ان القدس يجب ان تكون مشمولة بالانتخابات حسب معايير اول انتخابات تشريعية فلسطينية في 1996، واذا لم تُشمل، فالفصائل كلها مجمعة على انه لا انتخابات". وجاء تصريح عباس هذا بعدما شهدت الساعات الأخيرة تحركات في حركة"فتح"نحو تأجيل الانتخابات كان من بينها اجتماع طارئ للجنة المركزية للحركة في رام الله طالب بعدم اجراء الانتخابات إذا منعت اسرائيل أهالي القدس من المشاركة. راجع ص 4 و5. وكان عباس اكد في مقابلة اجرتها معه"الحياة"بعد محادثاته مع عدد من كبار المسؤولين في ابو ظبي الأحد انه لن يوقع قراراً بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 من الشهر الجاري"الا في حالة واحدة هي منع اسرائيل اجراء الانتخابات في القدس"كما حدث عامي 1996 و2005. وكرر في الدوحة امس التشديد على ان"التهدئة"التي تنص على وقف العمليات المسلحة ضد اسرائيل لم تنته، تعقيبا على اعلان مجموعات فلسطينية وقف العمل بها. وكانت اللجنة المركزية لحركة"فتح"بعثت بعد اجتماع طارئ لها في رام الله بمذكرة رسمية الى عباس تطالبه فيها ب"عدم اجراء الانتخابات في حال استمرار الفوضى الأمنية في قطاع غزة، أو إذا منعت اسرائيل أهالي القدس من المشاركة". وذكر أحد المشاركين في الاجتماع ان اللجنة ناقشت اقتراحاً بسحب قائمة مرشحي الحركة للتشريعي وذلك في حال حدوث تصويت من دون القدس. وأظهرت التطورات الأخيرة في"فتح"تنامي التيار المطالب بتأجيل الانتخابات في الحركة. ويتصدر هذا التيار قادتها الذين أخفقوا في الحصول على مواقع مضمونة في قائمة مرشحيها، ومن بينهم رئيس الوزراء أحمد قريع. غير ان نائب رئيس الوزراء عضو لجنة"فتح"المركزية الدكتور نبيل شعث قال ل"الحياة"انه"من دون اتفاق وطني عام لا يمكن تأجيل الانتخابات". وفي تطور آخر، ذكر مسؤول بارز في حركة"فتح"ان الحركة عرضت على بعض الفصائل تشكيل حكومة انقاذ وطني لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وتأجيل الانتخابات لفترة تكون ملائمة للجميع. وقال سمير مشهراوي أحد قادة الجيل الشاب في"فتح"ل"الحياة"ان حركته ستعرض هذا الاقتراح على"حماس"قريباً. لكن حركة"حماس"التي ترى في الانتخابات التشريعية نقطة تحوّل تاريخية تؤهلها لاعتلاء صهوة النظام السياسي الفلسطيني تعلن رفضها كافة مبررات التأجيل. وصرّح غير مسؤول في الحركة اخيراً بأنها توافق على ايجاد حلول وطنية لمشاركة أهالي القدس مثل اختيار ممثلي المدينة للمجلس التشريعي بالتوافق بين القوى السياسية. ويرى مراقبون في الأراضي الفلسطينية ان تأجيل الانتخابات لفترة أخرى مقبلة سيخدم حركة"حماس"أكثر مما يخدم"فتح". وقال الدكتور خليل الشقاقي مدير مركز البحوث السياسية في رام الله ل"الحياة":"تأجيل الانتخابات يخدم حركة حماس فقط لأن فتح لن تتمكن في الفترة المقبلة من حل مشكلاتها الداخلية أو مشكلات المجتمع والسلطة من فوضى وفساد. كما لا يظهر في الأفق اية بوادر لحلول سياسية، لذا فان اجراء الانتخابات في موعدها سيكون أفضل لفتح".