هدد خاطفون قبليون في منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب ب"تصفية"سائحين ايطاليين يحتجزونهما في حال شنت قوات الأمن والجيش، التي تعززها الدبابات والمروحيات، هجوماً عليهم وطالبوا بالافراج عن 8 معتقلين من أبناء القبيلة، 5 منهم في صنعاء و3 في مأرب، تحتجزهم السلطات بتهم مختلفة، قبل بدء مفاوضات مع الحكومة للافراج عن الايطاليين. وهذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها خاطفون بقتل الرهائن في اليمن. وأكدت مصادر قبلية في محافظة مأرب ل"الحياة"أن عشرات المشايخ والوجهاء في المحافظة توجهوا الى صرواح لإقناع الخاطفين بالافراج عن المحتجزين والحؤول دون حدوث تطورات غير مرغوبة. وجاء مسلسل خطف الايطاليين بعد يوم واحد على تحرير وكيل وزارة الخارجية الألماني الأسبق يورغن شروبوغ وافراد عائلته من الخاطفين في قبيلة آل عبدالله في محافظة شبوة عشية رأس السنة الجديدة وبعد ساعات قليلة على استقبال الرئيس علي عبدالله صالح للالمان في عدن. وتزامن خطف الايطاليين مع بث وسائل الإعلام اليمنية والدولية تصريحات للرئيس اليمني علي عبدالله صالح أكد فيها"عزم الحكومة على محاربة ظاهرة خطف السياح الأجانب وملاحقة الخاطفين ومحاكمتهم لارتكابهم هذه الجرائم التي تشوه صورة اليمن وتضر بمصالحه واقتصاده الوطني وأمنه واستقراره". وكان المسلحون خطفوا الايطاليين الخمسة اول ايام السنة الجديدة وما لبثوا ان أُفرجوا عن 3 نساء من بينهم واستبقوا سائحين للضغط على الحكومة لاطلاق سراح المعتقلين من أبناء القبيلة في سجون الأمن على ذمة قضايا جنائية وعلى غرار ما طلبه مختطفو العائلة الألمانية في محافظة شبوة المجاورة. وذكرت وكالة"فرانس بريس"ان النساء رفضن اطلاقهن من دون الرجال. وأطاحت حوادث اختطاف السياح الأجانب في اليمن، منذ استئنافها قبل بضعة أسابيع بعد اختفائها نحو 3 سنوات، محافظي شبوة ومأرب ومديري أمن المحافظتين، بالإضافة الى مدير أمن محافظة أبين شمال عدن وأصدر الرئيس صالح قراراً عين فيه عارف الزوكا محافظاً لمأرب وعلي المقدشي محافظاً لشبوة، كما أصدر رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال قراراً بتعيين 3 مديري أمن جدد في محافظاتمأرب وشبوة وأبين بناء على توجهات رئاسية. وقال باجمال أمس إن التغييرات الإدارية والأمنية في المحافظات الثلاث"تهدف الى تماسك أجهزة الدولة وتمكين السلطات الأمنية من ضرب كل من يرتكب جرائم خطف السياح الأجانب والاساءة الى سمعة البلاد ومصالحها"معتبراً استئناف ظاهرة الخطف بأنها"حالات استثنائية ولا تعني أنها قاعدة ثابتة، ولا بد لنا من اتخاذ اجراءات استثنائية وتطبيق عقوبات صارمة وحاسمة بحق كل من يرتكب هذه الجرائم لردع الظاهرة ودفنها في مهدها". وأكد باجمال أن قوات الأمن والجيش"تحكم حصاراً على الخاطفين في صرواح وتضغط عليهم للافراج عن الايطاليين"، وقال:"أغلقنا المنطقة عسكرياً وأمنياً ولن نتفاوض مع الخاطفين، ولن نقبل بغير اطلاق الرهائن من دون شروط... ونحن في الحكومة اتخذنا قراراً بأن لا نتفاوض مع خاطف او نتعامل معه بالمساومات، فهذه جريمة وينبغي محاربتها على الصعيدين الحكومي والشعبي". ونظم أمس المئات من الفنانين والمثقفين اليمنيين تظاهرة أمام مبنى رئاسة الوزراء في صنعاء تنديداً بظاهرة خطف السياح والأجانب في إطار الاستياء الشعبي العارم من هذه الظاهرة. والتقى باجمال بمنظمي التظاهرة، واصفاً اياها بالمسيرة الحضارية الراقية جداً، لأنها"تؤكد على رفضنا جميعاً للإرهاب والخطف وان ما تقومون به من تفاعل إنساني وسلوك حضاري يعزز فينا الاحساس الوطني الكبير ويؤكد محبتنا للسلام والأمن والاستقرار". ومع شن الصحافة المؤيدة للحكومة هجوماً لاذعاً ضد أحزاب المعارضة بسبب ما وصفته"محاولات منها لاستثمار هذه الظاهرة لكيل التهم والتحريض ضد الحكومة بدلاً من إدانة عمليات الخطف" قال"برلمانيون"يمنيون إن هذه الظاهرة"تعود الى غياب نفوذ الدولة وضعف هيبتها وغياب سيادة القانون والنظام، بالإضافة الى اعتماد الدولة على اجراءات عقيمة تشجع الخاطفين اكثر مما تردعهم وتتمثل في التفاوض معهم واحياناً تلبية مطالبهم". ودان التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض اختطاف الأجانب، وطالب الحكومة باجراءات صارمة للقضاء على الظاهرة.