اعلن رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال ان قوات من الأمن والجيش فرضت طوقا امنياً على خاطفي السياح الايطاليين الخمسة الذين اختطفتهم جماعة قبلية مسلحة في مأرب الاحد. وقال باجمال للصحفيين اثناء استقباله امس في مجلس الوزراء تظاهرة للفنانين اليمنيين للتنديد بظاهرة الاختطاف: «هذه جريمة بشعة ونحن نمارس كافة الضغوط لاطلاق سراح السياح.» واضاف: «لن نهادن اونتفاوض مع الخاطفين وسنواجه ظاهرة الاختطافات والسلاح والارهاب بحزم وقوة.» وعلمت «الرياض» من مصادر محلية في مأرب ان انتشارا امنيا وعسكريا تشهده المنطقة وان تحركات كثيفة شوهدت لقوات الأمن فيما تقول شخصيات امنية وفي السلطة المحلية واوضح باجمال ان توجيهات صدرت للكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم للمطالبة ببدء مناقشة واقرار مشروع قانون حمل وتنظيم السلاح. واشاد باجمال بقيام الفنانين بالتنديد بالاختطاف داعيا الى انطلاق فعاليات مماثلة في كافة المناطق اليمنية وقال: «لا للارهاب لا للاختطاف نعم للسلام. يجب ان نكون امة قادرة على الالتحام بالاخر الانسان.» واضاف: «لنحارب هذه الظاهرة جميعا بالشعر والكتاب والمسرح وننبذ هؤلاء الناس من حياتنا». وطالب المئات من الفنانين والممثلين والتشكيليين باجمال وحكومتة بتطبيق قانون يحرم الاختطافات وانزال اقسى العقوبات بالخاطفين الذين قالوا انهم يدمرون مستقبل البلاد وامنها واستقرارها واهم ذلك قطاع السياحة. وحمل الفنانون اليمنيون اليافطات التي كتب عليها العبارات المنددة بالاختطافات والمطالبة للدولة بعدم التهاون مع هذه المشكلة. وناشد المتظاهرون الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب والاختطاف بحق خاطفي الأجانب وذلك لحماية مصالح وأرزاق ما يزيد على 35 ألف عائلة يمنية يعمل أربابها في القطاع السياحي. هذا واكدت مصادر مطلعة ل «الرياض» ان الكثير من الحجوزات السياحية الغيت عقب حوادث الاختطافات الثلاثة التي شهدتها اليمن خلال الاسبوع الماضي. وصرح مسؤول في الجمعية اليمنية للسفر والسياحة «بأن عملية خطف الأجانب التي عادت خلال الأشهر الأخيرة ألحقت بوكالات السفر والسياحة أضراراً كبيرة وتسببت في إلحاق خسائر تقدر بملايين الدولارات بالقطاع السياحي الذي كان قد شهد منذ سبتمبر الماضي انتعاشاً ملحوظاً مع تزايد أعداد السياح والأفواج السياحية من الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا». ومن المتوقع ان تتصاعد ردود الافعال المنددة ببروز ظاهرة الإختطاف للسياح الأجانب بصورة تضر بسمعة اليمن وإقتصادها من خلال ضرب السياحة، في حين هددت الحكومة بإيقاف عملية التنمية في المناطق التي يحدث فيها اختطافات. إلى ذلك ذكرت مصادر مطلعة مساء أمس الاثنين أن أجهزة الأمن اليمنية نفذت سلسلة اعتقالات وملاحقات ضد أفراد من قبيلة الزايدي التي ينتمي إليها خاطفو الرهائن الإيطاليين الخمسة فيما يقوم مسؤولون عسكريون وأمنيون بالإضافة إلى مشائخ قبليون بجهود وساطة لتأمين الإفراج عن المختطفين الإيطاليين بسلام. وأشارت المصادر أن الوفد الأمني والعسكري الذي يقوم بجهود الوساطة اللواء الركن علي محمد القاسمي رئيس هيئة الأركان العامة واللواء محمد القوسي وكيل وزارة الداخلية وسط صعوبات كبيرة وتوتر شديد بعد أن هدد الخاطفون بقتل السياح الإيطاليين إذا قامت السلطات بأية إجراء أمني ضدهم ولم تنفذ مطالبهم المتمثلة في الافراج عن عدد من أقاربهم في سجون السلطات الأمنية. وقالت مصادر رسمية ان وحدات من قوات الأمن والجيش تفرض حصاراً محكماً على منطقة المحجزة التي يتواجد فيها الرهائن الإيطاليون وهم انزو وبوتيليو، وبيرر جورجيو غامبا، والإيطاليات كاميلا روميني، وباتريسيا، وماورا تونيتو. ووصفت مصادر الوضع في المنطقة الجبلية الوعرة بالخطير والمتأزم. من جانبه هدد خاطفو السياح الايطاليين الخمسة مساء أمس بقتل رهائنهم في حال هاجمت مواقعهم القوات الحكومية التي شددت حصارها على المنطقة معززة بالدبابات. وقال فرد في قبيلة الزايدي التي تحتجز السياح منذ الاحد ان «الخاطفين هددوا بقتل السياح اذا ما اقدمت القوات الحكومية على قصف منطقتهم او اقتحامها».