عزت مصادر إعلامية إيرانية قطع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني زيارة لمحافظة خراسان في شرق إيران، إلى استدعائه من جانب مرشد الجمهورية علي خامنئي للمشاركة في جلسة طارئة حول الملف النووي، مخصصة لاتخاذ موقف نهائي من الاقتراح الروسي، على أن تبلّغ موسكو بالقرار عبر كبير مفاوضي إيران في المحادثات النووية علي لاريجاني"الذي تفاوض مع روسيا في تفاصيل الاقتراح". وفي بكين التي وصلها آتياً من موسكو أمس، قال لاريجاني في مؤتمر صحافي إن طهران مستعدة لإبداء مرونة من أجل إنهاء الأزمة المحيطة بأنشطتها النووية لكنها غير راضية عن التهديد باستخدام القوة لحل المشكلة. وزاد:"الاقتراح الروسي مفيد لكنه يحتاج الى مزيد من المناقشات"، لافتاً إلى أن وجهات النظر الصينية والإيرانية في شأن المسألة متقاربة جداً، وينبغي حل الأمر بأسلوب سلمي. في غضون ذلك، شدّد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على موقف بلاده"المدافع عن حقوقها النووية في إطار قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبراً التعاطي الأوروبي مع ملف إيران"سياسياً".واتهم الغرب باللجوء إلى"استعراض قوته العسكرية لفرض حل سياسي على إيران التي لا يمكنها التخلي عن استقلالها وحريتها، والرضوخ للتهديدات الغربية التي لا أساس لها". وفيما شيّعت مدينة الأهواز ضحايا التفجيرات التي وقعت في المدينة قبل يومين، اتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي"أعداء إيران"بالعمل على زعزعة الأمن على الحدود الإيرانية بهدف السيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة"، في حين شدد قائد حرس الثورة الإسلامية باسدران الجنرال يحيى رحيم صفوي على أن استراتيجية حرس الثورة"دفاعية شاملة في مواجهة القوى العظمى التي قد تفكر بشن هجوم على إيران أو على مصالحها الحيوية". وأشار صفوي إلى أن القوات البرية في حرس الثورة إلى جانب قوى الأمن الداخلي والاستخبارات، تلقت تعليمات مشددة ب"الحفاظ على استقرار الأمن في المناطق الحساسة والحياتية لإيران"، معتبراً أقاليم أذربيجان الغربية وكردستان وخوزستان ومناطق جنوب شرقي إيران"حساسة وحيوية لإيران". وكان الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام، أعلن أن أحمدي نجاد أصدر أمراً للبت في أسباب التفجيرات والتصدي للإرهابيين المنفذين لها. وقال الهام إن الرئيس أعرب عن بالغ أسفه لوقوع التفجيرات، ومقتل وإصابة عدد من المواطنين في خوزستان، وقدم التعازي إلى أسر القتلى، مضيفاً أن أحمدي نجاد أمر بالتعرف بسرعة على منفذي الاعتداء وملاحقتهم. وأوضح أن وزارتي الأمن والخارجية كلفتا بدراسة دور الأجانب في الحادث، معتبراً إيران"إحدى ضحايا الإرهاب"، وأن"تفجيرات إرهابية وعمياء كهذه مؤشر الى استمرار الأعمال العدائية للإرهابيين الدوليين المناهضين لإيران". واشنطن وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن إدارته"ستستنفد كل السبل الديبلوماسية"وتعمل مع حلفاء الولاياتالمتحدة في معالجتها لبرنامج إيران النووي. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة"وول ستريت جورنال":"الهدف هو مواصلة العمل مع العديد من الدول في أنحاء العالم لإقناع إيران بالتخلص من تطلعاتها لامتلاك أسلحة نووية. هذا هو الهدف"، مضيفاً:"من المهم بالنسبة الينا أن نستنفد كل السبل الديبلوماسية، ولذلك فإننا نراقب الجهود الديبلوماسية تتطور". ولم يستبعد بوش في السابق الخيار العسكري ضد إيران. ورداً على سؤال حول ما إذا كان ذلك الخيار قائماً، قال:"نعم".