ادت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى القاهرة واجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك الى تزخيم التحرك العربي لمعالجة التدهور في العلاقة اللبنانية - السورية، مجدداً حيث ينتظر ان يزور رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان دمشق ثم بيروت في الأيام المقبلة من اجل البحث في مجموعة من المطالب اللبنانية. وقال مصدر لبناني رسمي ل"الحياة"ان مبارك نصح السنيورة بالسعي الى عودة وزراء حركة"امل"و"حزب الله"الى الحكومة وإنهاء اعتكافهم عن حضور جلسات مجلس الوزراء، داعياً الى انهاء هذه الازمة في سرعة وإيجاد المخرج المناسب،"هذا امر متروك لكم". ونقل المصدر الرسمي اللبناني عن مبارك قوله للسنيورة:"مصر مستعدة لمساعدتكم من اجل ضبط الأوضاع الأمنية وحفظ الاستقرار، لكن عليكم انتم تحصين الوحدة الوطنية في الداخل". الى ذلك، نسب مسؤول في الخارجية الأميركية لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تأكيدها لرئيس تيار"المستقبل"الذي يزور واشنطن، ان الإدارة الأميركية ترفض أي نوع من الصفقات مع سورية على حساب الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وجدد السنيورة الذي قام بزيارة سريعة الى القاهرة قبل ظهر امس حيث التقى مبارك في خلوة، ثم وزير الخارجية احمد ابو الغيط، وسليمان، التأكيد على ان"لبنان سعيد بكل خطوة للمجموعة العربية وخصوصاً مصر والمملكة العربية السعودية لأن كل جهد عربي مفيد... من اجل تلطيف الأجواء بين سورية ولبنان لكن ضمن الأخذ في الاعتبار المطالب اللبنانية المحقة". راجع ص 6 و 7 وعلمت"الحياة"ان المطالب التي طرحها السنيورة ويتوقع ان يبحثها اللواء عمر سليمان مع دمشق تناولت الآتي: 1- حفظ الاستقرار في لبنان ودعم جهود حكومته في هذا المجال. 2- التهدئة السورية في لبنان ووقف التدخل في شؤونه وفي اوضاعه الأمنية خصوصاً ان الأكثرية النيابية تحمل سورية المسؤولية في هذا المجال. 3- نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ووقف تسرب السلاح والمسلحين من سورية على اساس ان دمشق قادرة على لعب دور فاعل في هذا المجال، لأن هذا السلاح يخص"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"قيادتها في دمشق، كذلك بالنسبة الى حركة"فتح - الانتفاضة". ولهذين التنظيمين مواقع خارج المخيمات في الجبل والبقاع. وكان السنيورة اثار في محادثاته مع مبارك والمسؤولين المصريين موضوع ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، خصوصاً في منطقة مزارع شبعا المحتلةجنوبلبنان. وفضل الجانب المصري عدم إدراج هذا الموضوع ضمن مهمة اللواء سليمان في دمشق، ونصح بأن يتابع الأمر الوزير ابو الغيط بالتنسيق مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في اطار تنسيق الرياضوالقاهرة تحركهما. وأوضحت مصادر وزارية ل"الحياة"ان"من السابق لأوانه البحث في تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية وأن الجهد العربي، تحديداً المصري - السعودي يتمحور حول التأسيس لاستعادة الثقة بين البلدين"، مشيرة الى"اصرار القاهرة على التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري باعتباره يسير على خط مستقل عن المسعى العربي"، ولا يخضع للبحث.