ستخضع المدن الألمانية ال12 التي تستضيف ملاعبها منافسات نهائيات كأس العالم بين 9 حزيران يونيو و9 تموز يوليو المقبلين، لسيطرة كاملة لسلطة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليس بهدف الاشراف والمتابعة فحسب، وانما لحماية مصالح الشركات الراعية والشركاء التجاريين الذين دفعوا 700 مليون يورو لشراء حقوق الترويج، من فضول الشركات الاخرى، التي ستسعى الى جني الارباح من نشاطات"المونديال"وشعبيته بصورة مباشرة او غير مباشرة. "الفيفا"لن يقف مكتوف الايدي امام أي محاولة لاستغلال صورة"المونديال"بأي طريقة كانت، فحتى الاستاد الذي يفتتح المنتخب الالماني فيه المنافسات امام كوستاريكا في مدينة ميونيخ، والذي يحمل اسم"أليانز ارينا"الذي يستضيف مباريات العملاق بايرن ميونيخ في الدوري الالماني, سيصبح اسمه خلال شهر"المونديال""استاد كأس العالم"، لان"الفيفا"يشدد على تطبيق القانون التجاري والاتفاقات المبرمة بحذافيرها ومن دون أي تخاذل او تقاعس في التطبيق. فشركة"أليانز"قد تكون من كبريات شركات التأمين في المانيا والراعية الاولى لنادي بايرن ميونيخ واستاده، لكنها ليست شريكاً لپ"الفيفا"ولا يحق لها بالتالي الاستفادة ترويجياً بطريقة غير مباشرة خلال شهر"المونديال"بذكر اسمها على الاستاد او حتى رؤيته يعتلي المبنى، فهو اما سيتم إنزاله او يغطى بقماش كبير حتى يتوارى عن الانظار. الحق في الترويج والاستفادة من اكبر حدث رياضي في العالم، منح فقط ل15 شريكاً دفع كل منهم 42 مليون يورو، وست شركات وطنية راعية دفع كل منها 12 مليون يورو، ابرزها سلسلة مطاعم"مكدونالدز"، وعملاق الاطارات"كونتيننتال"، وشركة صناعة السيارات"هيونداي"، وشركة المشروبات الغازية"كوكا كولا". وعلى عاتق"الفيفا"مسؤولية حماية مصالح هذه الشركات وعدم السماح لأي كان بالترويج لسلعه بأي صورة كانت. فسيكون لموظفي الاتحاد الدولي التجاريين وجود قوي حول الاستادات ال12 لمراقبة سير عمليات نشر الإعلانات، وسيكون"الفيفا"شرساً في التعامل مع كل المخالفات التجارية، ومع ذلك فانه سيصطدم بكثير من المعوقات والحواجر، فقد يكون منطقياًَ مواراة اسم استاد"اليانز ارينا"في ميونيخ، واستاد"اميريكان اون لاين ارينا"في هامبورغ، لكن محاولاته لمنع الاعلانات التجارية غير الشريكة على بعد كيلومترات من الاستادات والملاعب ستكون محل جدل وصراع حاد مع هذه الشركات. ولاقت هذه التهديدات سخرية المتابعين الذين اعتبروا انه قانونياً لن يكون ممكناً ل"الفيفا"منع ظهور اعلانات الشركات غير المنتسبة خارج الاستادات. لكن المدير التنفيذي في القسم التسويقي في"الفيفا"غريغور لينتز يشدد على ان الاتفاقات المبرمة، تنص بوضوح وتشدد على ضرورة خلو كل الاماكن المخصصة للاعلان من أي طرف ثالث غير شريك للفيفا. والتجربة السابقة في كأس القارات الصيف الماضي عكست بوضوح نية"الفيفا"التعامل مع هذه المشكلة، اذ وصلت درجة التشدد في التعامل مع المعلنين حد تغطية اسماء غير الشريكة من على آلات السحب الآلي والصرافة التي تبعد كيلومتر عن الاستاد ومنع ظهورها، ووصل التشدد الى حد الطلب من الصحافيين تغطية اسماء الماركات الموجودة على كومبيوتراتهم المحمولة لاب توب ومايكروفوناتهم التلفزيونية، كي لا تظهر على انها ترويج لها. كما ابدى"الفيفا"حساسية اتجاه استخدام التعريف الالماني للمونديال"دبليو ام 2006"او"سوكر دبليو ام جيرماني"او"سوكر هامبورغ 2006"، ونشر قائمة ممنوعات تشمل اكثر من 100 وسيلة واسلوب للتعريف بالمونديال، لمنع أي ماركات مزيفة من الاستفادة، علماً بان"الفيفا"اعلن قبل نحو اقل من اربعة أشهر على بدء المنافسات، عن تسجيل 420 مخالفة ومحاولة للاستغلال غير المشروع، 300 منها في المانيا وحدها. ويبدو ان تكتيك"الفيفا"الشرس في حماية مصالحه ومصالح شركائه، افزع الجميع من الاقتراب من الاستادات والاستفادة غير"القانونية"، لكنها لن تمنع كثيرين من ايجاد وسائل ملتوية لتحقيق مبتغاهم.