بدأ المفاوضون الهنود والأميركيون محادثات أمس في محاولة للتوصل الى حل وسط في شأن اتفاق تاريخي للتعاون النووي، قبيل زيارة الرئيس جورج بوش الى الهند الأسبوع المقبل. وقابل الاتفاق الذي يهدف الى منح الهند القدرة على الحصول على المعدات والوقود النووي الأميركي، الذي كانت الهند ممنوعة منه منذ فترة طويلة، مشكلات بسبب خلافات حول خطة وضعتها نيودلهي لفصل برنامجها النووي المدني عن البرنامج العسكري للحيلولة دون الانتشار النووي. وقال مسؤول هندي قريب من المفاوضات لوكالة"رويترز""نتمنى أن نتوصل الى نقطة اتفاق في شكل أو بآخر...المباحثات في مرحلتها الأخيرة ولكنها أيضا أصعب مرحلة الى الآن."وتجرى المحادثات التي تستغرق يومين بين نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية والوزير بوزارة الخارجية الهندية شيام ساران، قبل زيارة بوش الى نيودلهي في رحلة تهدف الى إبرام علاقة صداقة جديدة بين البلدين اللذين كانا على طرفي نقيض في الحرب الباردة. وترغب كل من واشنطنونيودلهي في جعل اتفاقية التعاون النووي المدني محور الزيارة. ولن يتيح الاتفاق للهند القدرة على الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية الأميركية فحسب، بل أيضا سترفع حظراً عالمياً على تلقي نيودلهي لإمدادات مماثلة من دول نووية أخرى لتلبية الطلب الهائل على الطاقة في البلاد. ولكن رغبة واشنطن في فرض ضمانات دولية على الجزء الأكبر من المفاعلات النووية الهندية التي يبلغ عددها 22، أغضبت المؤسسة النووية في الهند. ويقول علماء نوويون هنود ان مثل هذه الخطوة قد تضر بالأمن النووي للهند وتعيق البرنامج الذري. كما عارضت الاتفاق بشدة مجموعة الضغط الاميركية المعارضة للانتشار النووي التي تقول ان هذا التعاون مع الهند، التي لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي، سيتيح لها توسيع برنامجها العسكري ما سيشجع ايضاً دولاً أخرى على الخطوة ذاتها.