أكدت وسائل الاعلام الصربية نبأ اعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش واحتجازه "ريثما يتم الاتفاق معه" والبت في طريقة تسليمه الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، لكن المدعية العامة للمحكمة كارلا ديل بونتي وصفت هذه المعلومات بأنها"اشاعات خاطئة لا أساس لها من الصحة". ونقلت صحيفة"غلاس يافنوستي"الصادرة في بلغراد أمس، عن"مصدر قريب من الحكومة الصربية، أن ملاديتش 64 عاماً اعتُقل مع أحد حراسه في جبال تسارا قرب الحدود مع البوسنة عصر الثلثاء أول من أمس وكان تقرر نقله مباشرة من هناك بطائرة هليكوبتر الى قاعدة حلف شمال الأطلسي قرب مدينة توزلا شمال شرقي البوسنة بحسب الطريقة التي اتُبعت في تسليم الرئيس اليوغوسلافي في السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، إلاّ ان هذا الرأي تغير ونقل الى بلغراد حيث تم احتجازه في الضاحية الجديدة"للعاصمة الصربية. وأضافت الصحيفة"ان فلادو يانكوفيتش، مستشار رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا، يشرف على المفاوضات مع ملاديتش، والمعلومات عنها محصورة في اطار ضيق يضم أحد عشر شخصاً من كبار مسؤولي الحكومة ومجلس الأمن القومي والسفارة الأميركية في بلغراد". وأشارت، الى ان المفاوضات"تسعى الى اقناع ملاديتش بالاعلان أمام عدسات التلفزيون انه سلّم نفسه طوعاً في مقابل حوافز قدمتها له السلطات". وذكرت الصحيفة، ان"القرار الحكومي يتركز على تسليم ملاديتش الى محكمة لاهاي من طريق دولة ثالثة خلال هذا الأسبوع، في حال رفض الاعلان عن تسليم نفسه طوعاً، وهو السبب الذي دعا كوشتونيتسا الى الطلب من محكمة لاهاي تمديد موعد تسليم ملاديتش الذي كان محدداً أول من أمس الثلثاء الى نهاية شباط فبراير الجاري". وتخشى السلطات الصربية أن يثير اعتقال ملاديتش وتسليمه، من دون رغبته، الى محكمة لاهاي، غضباً في الشارع الصربي حيث لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة. نفي ديل بونتي والى ذلك، نفت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي، أنباء اعتقال ملاديتش وأوضحت، أن"من الممكن اعتقاله، وينبغي ان يتم ذلك حالاً". وقالت في مؤتمر صحافي في لاهاي أمس :"ملاديتش لا يزال طليقاً، ويمكن السلطات الصربية الوصول اليه"، معتبرة ان"لا مؤشر على مفاوضات"في هذا الشأن. ويذكر، ان التلفزيون الصربي المستقل"ب 92"ومقره بلغراد، أصر أمس، على أن نبأ اعتقال ملاديتش، الذي كان هو أول من أعلنه"صحيح ومؤكد، وانه محتجز حالياً في بلغراد الى حين البت في مسألة تسليمه التي قد تستغرق أياماً عدة". يذكر ان محكمة الجزاء الدولية تتهم ملاديتش منذ عام 1995 بارتكاب جرائم ابادة بسبب دوره في حصار ساراييفو خلال الحرب البوسنية 1992 - 1995 وفي مجزرة سربرينيتسا شرق البوسنة التي اسفرت عن مقتل نحو ثمانية آلاف مسلم.