تناول التقرير الأخير للبنك الأهلي التجاري السعودي"آفاق قطاع الصلب في السعودية"، مشيراً الى ان السعودية احتلت المركز ال36 كأكبر منتج للحديد والصلب عالمياً في 2004، إذ وصل إنتاجها المحلي الإجمالي إلى نحو 4.5 مليون طن". وأضاف ان"السعودية تتحول بسرعة إلى مستهلك رئيس للحديد والصلب"، موضحاً ان"استهلاك الصلب والمواد المعدنية الأساسية يشير إلى مدى التطور الاقتصادي في بلد معين". وأضاف التقرير ان شركة"حديد"التابعة لپ"سابك"الحكومية هي شركة إنتاج الصلب المتكاملة الوحيدة في السعودية حالياً، يضاف إليها 993 وحدة صناعية تنتج منتجات معدنية متنوعة تستخدم لأغراض البناء والاستهلاك المنزلي، تستثمر مجتمعة نحو 27 بليون ريال وتوفر العمل لنحو 94 ألف مواطن، ما يشكل 26 في المئة من التوظيف في القطاع الصناعي". الإنتاج السعودي وأوضح التقرير ان الإنتاج العالمي للحديد والصلب وصل إلى 1057 مليون طن في 2004، ويتوقع أنه وصل إلى 1110 ملايين طن في العام الماضي. إذ احتلت الصين المرتبة الأولى بنحو 273 مليون طن كأكبر دولة منتجة للحديد والصلب في 2004، تلتها اليابان ثم الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع بحسب التقرير ان يكون هناك شح في العرض العالمي للصلب في السنوات المقبلة حتى 2008، إلى حين تتجاوب طاقة الإنتاج في كل من الصين والهند والبرازيل مع هذا الارتفاع في الطلب العالمي. علماً ان السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي تستثمرون حالياً في بناء طاقة إنتاج إضافية تصل إلى نحو 3 ملايين طن سنوياً في السنوات الأربع المقبلة، ما يشير إلى إمكان توفير العرض المناسب لكمية الطلب المتوقعة في منطقة الخليج في المستقبل". وأضاف التقرير ان الأسعار العالمية للحديد والصلب ستستمر مرتفعة، إلا إذا تراجع الطلب على قضبان الحديد المسلح للبناء في الصين. علماً ان استمرار ارتفاع أسعار حديد المبناء قد يؤدي إلى تراجع في طفرة الإعمار في أنحاء مختلفة من العالم، لا سيما الدول الخليجية. ولفت التقرير إلى ان هناك نوعين من منتجات الحديد في السعودية، المنتجات الطويلة قضبان التسليح والأسلاك... التي تستخدم في قطاع البناء وشكلت نحو 73 في المئة من الإنتاج السعودي في 2004، والمنتجات المسطحة التي تستخدم في الصناعات الاستهلاكية المختلفة وشكلت 27 في المئة من مجمل الإنتاج السعودي في 2004. وأضاف ان"حديد"تعتبر المنتج الأكبر للصلب في السعودية، إذ أنتجت 3.62 مليون طن من الحديد المسلح في 2004، في حين أنتجت شركات"الاتفاق التويرقي"وپ"كابيتال ستيل"التابعة للراجحي وپ"العزيزية"مجتمعة نحو 1.2 مليون طن من الحديد المسلح. ومن المتوقع ان تضيف"حديد"طاقة إنتاج بنحو 400 ألف طن، كما ستضيف بقية الشركات 100 ألف طن أخرى. وستبدأ شركة"ينبع للصلب"بالإنتاج في 2007، ما يشير إلى ان طاقة إنتاج الصلب الإجمالية في السعودية سترتفع إلى نحو 5 ملايين طن سنوياً. استهلاك الصلب وأوضح التقرير ان سوق الصلب والمنتجات المعدنية في السعودية تشمل نحو 740 منتجاً يصنع محلياً أو يستورد. وكانت الحكومة السعودية فرضت ضريبة جمركية بلغت 20 في المئة على واردات 116 من أصل 740 منتجاً، مصدرها الدول غير الخليجية، بهدف حماية الإنتاج المحلي. لكن بعد انضمام السعودية إلى"منظمة التجارة العالمية"أخيراً، أصبحت مضطرة الى خفض هذه التعرفات تدريجاً خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. ووصلت كمية عرض منتجات الحديد والصلب في السعودية إلى 8.23 مليون طن في 2004، ومن المتوقع انها ارتفعت 5.2 في المئة إلى 8.65 مليون طن في 2005، حيث شكل إنتاج"حديد"نحو 44.1 في المئة منها، في حين شكلت الواردات نحو 45.6 في المئة. ومن المتوقع ان يرتفع العرض الإجمالي 7.5 في المئة إلى 9.3 مليون طن في 2006، تجاوباً مع ارتفاع الطلب المحلي الذي من المتوقع ان يستمر قوياً على ضوء تخصيص الحكومة نحو 126 بليون ريال سعودي نحو 33.6 بليون دولار لبرامج التطوير العامة في السنة الجارية. وبلغ الاستهلاك المحلي للحديد والصلب 6.92 مليون طن في 2004، شكل الحديد المسلح 60 في المئة منه، وساهمت شركة"حديد"بتوفير 52.4 في المئة من الطلب المحلي، في حين أمنت الواردات الصافية الواردات ناقص الصادرات 35.3 في المئة من الطلب. وتشير التقديرات الأولية الى ان الاستهلاك المحلي للصلب ارتفع 6.3 في المئة إلى 7.35 مليون طن في العام الماضي، وسيرتفع 8.2 في المئة إلى 7.95 مليون طن في السنة الجارية. ومن حيث القيمة، أوضح التقرير ان مبيعات الحديد والصلب بلغت نحو 18 بليون ريال في 2004، وارتفعت نحو 20 في المئة إلى 21.6 بليون ريال في العام الماضي، بفعل النمو في الطلب العالمي الذي فاق المعروض وأدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية 50 في المئة خلال العامين الماضيين. كما من المتوقع ان ترتفع قيمة مبيعات الحديد والصلب 11 في المئة إلى 24 بليون ريال في السنة الجارية بفعل نمو الاستهلاك في قطاع الإعمار تحديداً. ارتفاع الصادرات وأشار التقرير الى ان هذه الصناعة تطورت في المملكة إلى حد لم تعد فيه تنافس المنتجات الأجنبية في سوقها المحلية فحسب، بل عمّقت اختراقها للأسواق العالمية. إذ ارتفعت صادرات الحديد والصلب السعودي من 119 ألف طن في 1994 إلى 1.31 مليون طن في 2004، أي بنحو 27 في المئة سنوياً خلال عشر سنوات. لكن بفعل المنافسة العالمية، تراجع المعدل السعري لهذه الصادرات، من 2210 ريالات سعودية للطن في 1994 إلى 1889 ريالاً للطن في 2004، على رغم ان الأسواق العالمية شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار المعادن في الفترة نفسها، ما يشير بحسب التقرير إلى ان"السعودية صدّرت منتجات الصلب بأسعار مخفضة". ومن ناحية الشركات، صدّرت شركة"حديد"في السنوات العشر المذكورة نحو 10 إلى 25 في المئة من إنتاجها الإجمالي، لكن ارتفاع الطلب المحلي على الحديد المسلح بنحو 20 في المئة في السنتين الماضيتين، جعلها تخفض صادرات المنتجات الطويلة بنحو 12.2 في المئة، في حين ارتفعت صادراتها الإجمالية 5.1 في المئة إلى 428 ألف طن في 2004 بفضل نمو صادرات منتجات الصلب المسطحة. أخيراً توقع تقرير البنك الأهلي التجاري ان"يستمر الطلب على منتجات الحديد والصلب، لا سيما حديد التسليح، قوياً في السنوات الخمس المقبلة حتى 2010، بفضل برامج الإنفاق الحكومية الضخمة كمشروع مطار جدّة الدولي ومشروع سكة الحديد التي تصل شرق البلاد بغربها وبرامج صناديق التطوير، علماً ان"أرامكو السعودية"تنوي ضخ نحو 50 بليون دولار في تطوير طاقة إنتاج النفط الخام في السنوات الخمس المقبلة، كما تنوي مجموعة"سابك"الصناعية تخصيص 18.7 بليون دولار لتشييد مصانع إنتاج جديدة.