تكشف الحكومة الجزائرية في اجتماع خاص يعقد اليوم الثلثاء بإشراف رئيس الحكومة أحمد أويحيى النصوص التنفيذية التي قررت السلطات وضعها حيز التنفيذ لتطبيق أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وذكرت مصادر متطابقة ان وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز سيكشف في اجتماع مجلس الحكومة اليوم ثلاثة مراسيم رئاسية ومشروع أمر يتضمن تنفيذ تدابير ميثاق السلم والمصالحة الذي حظي بتزكية 98 في المئة من الجزائريين في استفتاء 29 أيلول سبتمبر الماضي. ويشير جدول أعمال مجلس الحكومة الذي اطلعت عليه"الحياة"، أمس، إلى أن وزير العدل سيتولى تقديم النصوص التطبيقية الجديدة لميثاق السلم والمصالحة، إذ سيتناول مرسوم رئاسي يُعرض للنقاش إجراءات إبطال المتابعات القضائية في حق جميع الذين سلموا أنفسهم للسلطات اعتباراً من تاريخ انقضاء مفعول قانون الوئام المدني في 11 كانون الثاني يناير 2002 وصولاً إلى إبدال العقوبات أو الإعفاء من جزء منها لجميع الأفراد الذين صدرت في حقهم أحكام نهائية أو المطلوبين الذين لا تشملهم إجراءات إبطال المتابعات أو إجراءات العفو. ويتضمن هذا المرسوم أيضاً تدابير العفو عن الأفراد المحكوم عليهم والموجودين رهن الحبس عقاباً على اقترافهم أعمال عنف غير المجازر الجماعية أو انتهاك الحرمات أو استعمال المتفجرات في الاعتداءات على الأماكن العمومية، وكذلك إبطال المتابعات القضائية في حق الأفراد المحكوم عليهم غيابياً باستثناء أولئك الذين كانت لهم يد في المجازر الجماعية أو انتهاك الحرمات واستعمال المتفجرات في الاعتداءات على الأماكن العمومية. كما سيتم كشف مرسوم رئاسي يتعلق بتعويض ضحايا المأساة الوطنية ويتعلق بأهالي المفقودين أو عائلات رجال قوات الأمن الذين اغتيلوا على يد عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة. إلى ذلك، أشرف خبراء من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، أمس، في الجزائر على اجتماع يركز على مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة المغرب العربي والساحل الصحراوي في ضوء تهديدات"الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وأوضح مصدر رسمي أن الاجتماع التقني الذي يستمر أربعة أيام، سيبحث في التهديدات الإرهابية التي تعرفها المنطقة. وأضاف:"توصلنا مع شركائنا الدوليين إلى الخلاصة نفسها وهي أن المغرب العربي ومنطقة الساحل الصحراوي أصبحا منطقة واحدة لنشاط المجموعات الإرهابية مثل مجموعة عبد الرزاق البارا"الذي تسلمته الجزائر عام 2004 بعد صفقة عقدتها ليبيا مع متمردين تشاديين. ويشارك في اللقاء خبراء في مكافحة الإرهاب يمثلون الجزائر وكلاً من ليبيا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وتشاد وتونس، إلى جانب خبراء من الولاياتالمتحدة والدنمارك وفرنسا وبريطانيا والبرتغال. وتنعقد غالبية الجلسات في شكل أفواج تقنية تجتمع في جلسات مغلقة. وقال الوزير الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبدالقادر مساهل في جلسة الافتتاح:"يبدو واضحاً ان مناطق المغرب وعبر الصحراء تحولت منذ اعوام ساحة مفضلة لعدد من المجموعات الارهابية". ولاحظ ان"نشاط هذه المجموعات الارهابية تترتب عليه نتائج ضارة بالنسبة الى دول المنطقة". واعتبر ان اللقاء"سيفضي الى تدابير ملموسة تلائم منطقة عبر الصحراء، من شأنها تعطيل تحركات الارهاب". وفي نواكشوط رويترز، قال محامون وخبراء حقوقيون ان السلطات تعتقل سبعة أشخاص من دون محاكمة بضغط من أميركا للاشتباه في ان جماعة جزائرية مرتبطة ب"القاعدة"جنّدتهم للقتال في العراق. وقال محامون ان الموريتانيين السبعة عُذِّبوا بعد توقيفهم وما زالوا في السجن على رغم قرار محكمة بالافراج عنهم موقتاً.