يبدو الصراع مفتوحاً، بين حوالي ستة منتخبات، لإحراز كأس الامم الأفريقية لكرة القدم، في نسختها الخامسة والعشرين، التي تعتبر من اقوى البطولات منذ انطلاقها عام 1957، وتحتضنها مصر بدءاً من اليوم، وتستمر حتى العاشر من شباطفبراير المقبل. وسيكون الصراع مثيراً وقوياً بين مصر والكاميرون وتونس حاملة اللقب وساحل العاج والمغرب ونيجيريا، التي تملك طموحاً مشروعاً لإحراز اللقب، في حين من المستبعد أن يحصل اختراق من السنغال او جنوب أفريقيا أو أي من المنتخبات الأخرى. وتشكل البطولة القارية التي تقام كل سنتين، مناسبة للمنتخبات العريقة، وتحديداً مصر الدولة المضيفة، ونيجيريا والكاميرون والمغرب، لكي يثبتوا أن غيابهم عن كأس العالم المقبلة في المانيا، يعتبر حادثة عابرة، لن تؤثر على معنويات لاعبيهم، المصممين على أن يقولوا كلمتهم في هذا المحفل الكبير. في المقابل، تسعى المنتخبات الأفريقية الأربعة، التي حجزت بطاقاتها الى المونديال للمرة الاولى في تاريخها، وهي ساحل العاج وغانا وانغولا وتوغو، الى اثبات احقيتها في تمثيل القارة السوداء في النهائيات، إضافة الى تونس، المطالبة بتأكيد قدرتها على اللعب بشكل جيد خارج أرضها. وتسعى كل من الكاميرون ومصر وغانا تحديداً، الى الانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب، اذ توجت"الأسود غير المروضة"أبطالاً اربع مرات، اعوام 1984 و88 و2000 و2002، والفراعنة أعوام 1957 و59 و86 و98، وغانا اعوام 1963 و65 و78 و82. ويقود المنتخب الكاميروني نجم برشلونة الاسباني صامويل ايتو، هداف الدوري المحلي برصيد 18 هدفاً، وثالث افضل لاعب في العالم، بعد البرازيلي رونالدينيو والانكليزي فرانك لامبارد، بحسب الاتحاد الدولي للعبة فيفا. وبالاضافة الى ايتو يعتمد المنتخب الكاميروني على قائده المخضرم ريغوبرت سونغ، صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الاوروبية، في حين يغيب عنه بيار وومي، الذي أهدر ركلة الجزاء في الوقت بدلاً من الضائع من المباراة ضد مصر في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وكانت سبباً في عدم بلوغ منتخب بلاده نهائيات كأس العالم. وكان وومي غادر الكاميرون وسط إجراءات أمنية مشددة، وتعرض منزله للحرق جراء إهداره هذه الركلة علماً بانه كان صاحب الركلة، التي منحت منتخب بلاده ذهبية اولمبياد سيدني عام 2000 في مرمى اسبانيا. كما يغيب عن الكاميرون أيضا مدافع ارسنال، الانكليزي لورين ايتامي ماير بقرار شخصي منه. ويشرف على تدريب المنتخب البرتغالي ارتور جورج، المعروف عنه انه انضباطي. وكان جورج هدد بعدم التوجه الى مصر، لعدم سداد الاتحاد الكاميروني مستحقاته المالية، قبل ان تسوى الامور في اللحظة الأخيرة. اما في ما يتعلق بمصر، فان الدولة المضيفة تريد ان تمحو غصة عدم بلوغ المونديال، وهي التي كانت اول سفيرة للكرة الافريقية والعربية في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى عام 1934 في ايطاليا، لكن القرعة لم ترحمها لانها وضعتها في مجموعة الموت الى جانب المغرب وساحل العاج وليبيا. ولم يستقر الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة على تشكيلة ثابتة، وهذا ما بدا واضحاً في المباراتين التجريبيتين الاخيرتين، اللتين انتهتا بفوز مصر على زيمبابوي 2-صفر، ثم الخسارة امام جنوب افريقيا 1-2. ويضم المنتخب المصري اكثر من ورقة رابحة، ابرزهم مهاجم توتنهام المتألق احمد حسام"ميدو"، الساعي الى اثبات جدارته في البطولة، كما يفعل في صفوف فريقه هذا الموسم. وكان ميدو الذي علقت عليه الآمال كثيراً في البطولة الاخيرة في تونس قبل سنتين، فشل فشلاً ذريعاً ولم يسجل أي هدف تماماً كما فعل في مالي عام 2000 أيضاً. ومن المتوقع ان يقود ميدو خط الهجوم الى جانب عمرو زكي. ومن ابرز اللاعبين أيضاً محمد بركات، كما يشارك المهاجم المخضرم حسام حسن 40 عاماً و173 مباراة دولية للمرة السابعة، وهو رقم قياسي سيتقاسمه مع حارس مرمى ساحل العاج آلان غوامينيه. وتبدو اللجنة المنظمة برئاسة هاني ابو ريدة واثقة من النجاح، لكنها تدرك جيداً، ان التنظيم الجيد يجب ان يترافق على الارض مع النتائج الايجابية للمنتخب. وقال ابو ريدة :"نرجو ان تتزامن الجهود الكبيرة، التي بذلت من اجل التنظيم، مع جهود كبيرة في الملعب من قبل المنتخب المصري، لتحقق المعادلة من جانبيها، وتحقق مصر معها الانجاز الكبير تنظيمياً وفنيا". وأعرب عن خشيته من حدوث أي إخفاق للفريق المصري"لان ذلك سيعود سلبا على التنظيم وتحديدا على الاقبال الجماهيري". ويبدو المنتخب العاجي مرشحاً بقوة، لاحراز اللقب الثاني له بعد عام 1992، عندما تغلب على غانا بركلات الترجيح 11-10 في مباراة نهائية مشهودة. ويعول المنتخب العاجي بقيادة المدرب الخبير الفرنسي هنري ميشال، على ثنائي خطير في خط الهجوم، مكون من مهاجم تشلسي الانكليزي دييدييه دروغبا، وارونا ديندان مهاجم لنس الفرنسي. والمهاجمان مكملان لبعضهما البعض، فالأول يمتاز بالبنية الجسدية الهائلة، واجادته الضربات الرأسية، اما الثاني فيجيد المراوغة، ويمتاز بسرعة فائقة تخوله خلخلة أعتى الدفاعات. ويساعد الثنائي بونافتور كالو لاعب الوسط المتقدم من باريس سان جرمان الفرنسي. وسيكون مدافع ارسنال اللندني كولو توريه، صخرة دفاع المنتخب وأحد ركائزه. ولا يمكن استبعاد المنتخب النيجيري من المنافسة بقوة على اللقب، خصوصاً بوجود ترسانة هجومية، لا مثيل لها بين جميع المنتخبات الأخرى. ويعتبر اوبافيمي مارتينز مهاجم انترميلان الايطالي نقطة الثقل في خط الهجوم، ويملك مدرب المنتخب اوستين ايغوافوين اكثر من خيار في هذا الخط، من نوانكوو كانو وجون اوتاكا وجوليوس اغاهوا. ويضم خط الوسط أيضاً لاعبين مميزين أيضاً أبرزهم: ويلسون اوروما وجاي جاي اوكوتشا، الذي يخوض آخر بطولة قارية له بعد ان قرر الاعتزال وغاربا لاوال. ويسعى المنتخب المغربي الى تخطي التخبط الاداري الذي عاشه في الأيام الأخيرة، اثر الاستغناء عن المدرب الفرنسي فيليب تروسييه، قبل أسبوعين من انطلاق البطولة القارية، وبعد شهرين فقط من التعاقد معه، وذلك بسبب تصرفاته الفوقية وعجرفته مع المسؤولين في الاتحاد المحلي، ووسائل الاعلام، وقد حل مكانه المحلي محمد فاخر. وأعاد فاخر الى صفوف المنتخب قائده السابق نور الدين النيبت، الذي كان مستبعداً في عهد المدرب السابق، والحارس الشهير بادو الزاكي وسيحمل شارة القائد مجدداً. يذكر ان المغرب احرز اللقب مرة واحدة عام 1976 علماً بانه بلغ المباراة في النسخة الأخيرة في تونس، وخسر امام الدولة المضيفة التي أبعدته أيضاً عن مونديال 2006. ولن تكون مهمة تونس سهلة في الدفاع عن لقبها، لكنها في المقابل تملك المقومات والأسلحة، لكي تنجح في مسعاها، خصوصا انها تتمتع باستقرار في جهازها الفني بقيادة المدرب الفرنسي الخبير روجيه لومير، وهو الوحيد من المدربين الذين بقوا في مناصبهم منذ النسخة الأخيرة، اما المنتخبات الأخرى فاجرت جميعها تغييرات منذ البطولة الأخيرة. ويسعى لومير الى ان يصبح أول مدرب أجنبي يحرز اللقب الأفريقي مرتين، علماً بانه نجح في ان يصبح اول مدرب أيضاً، ينجح في جمع لقبين قاريين، بعد فوزه مع فرنسا ببطولة أوروبا عام 2000، ثم مع تونس ببطولة افريقيا عام 2004. ويملك اللاعبون التونسيون خبرة كبيرة في البطولات الكبرى، وخير دليل على ذلك مشاركتهم في بطولة القارات الأخيرة في ألمانيا، إذ خسروا بصعوبة أمام الأرجنتين 1-2 وأهدروا ركلة جزاء، ثم امام المانيا صفر-3، بعد ان وقفوا في وجه المنتخب صاحب الأرض حتى الدقائق العشرين الأخيرة، قبل ان يفوزوا على استراليا 2- صفر. ...و33 حكماً للساحة والراية نيقوسيا - أ ف ب - يشارك 33 حكماً للساحة والراية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2006. وضمت اللائحة 17 حكماً للساحة، بينهم ستة حكام عرب، هم محمد الكزاز وعبدالرحيم العرجون المغرب، ومراد الدعمي تونس، وعصام عبدالفتاح مصر ومحمد بنوزة الجزائر وخالد عبدالرحمن السودان، و16 حكماً للراية، بينهم أربعة حكام عرب، هم إبراهيم الجزار الجزائر وبشير عثمان ليبيا ووليد إبراهيم مصر وجلول عزوز تونس. وضمت اللائحة حكمين من آسيا، هما: السنغافوري مايدين شمسول للساحة، والمالديفي محمد سعيد للراية، وذلك في اطار اتفاق التعاون بين الاتحادين القاريين الأفريقي والآسيوي. وحكام الساحة هم: بونافونتور كوفي كودجا بنين، محمد الكزاز وعبد الرحيم العرجون المغرب، مراد الدعمي تونس، عصام عبدالفتاح مصر، محمد بنوزة الجزائر، خالد عبدالرحمن السودان، جيروم ديمون جنوب أفريقيا، مادو سووي غامبيا، رافائيل دوفين ايفيهي الكاميرون، كوليبالي كومان مالي، لاسينا باره بوركينا فاسو، ادي ماييه جزر سيشل، بادارا دياتا السنغال، ادكين ايمانويل ايمييري نيجيريا، دانيال ريم ايلوزايا الكونغو ومايدين شمسول سنغافورة. وحاملو الراية: إبراهيم الجزار الجزائر، بشير عثمان ليبيا، وليد إبراهيم مصر، جلول عزوز تونس، درامان دانتي مالي، مامادو ندوي السنغال، جان ماري اندنغ زوغو الكاميرون، وفاتاي ابودو اديرودجو بنين، سيلستين نتاغونغيرا رواندا، موليفي اينوك جنوب أفريقيا ولوليسيغيد بيغاشاو اثيوبيا، كومي كونيوه توغو، انغيسوم اوغبامريم اريتريا، كينيث تشيتشنغا زامبيا، لوسين باره بوركينا فاسو، محمد سعيد المالديف. المدربون الحائزون اللقب الأفريقي حقق البطولة 24 مدرباً من مختلف الجنسيات ويعتبر المصري مراد فهمي هو أول مدرب يحقق مع منتخب بلاده اللقب فيما يعتبر الفرنسي روجيه لومير هو الأخير الذي أسهم في حصول منتخب تونس على اللقب الأفريقي و في ما يلي سجل المنتخبات الحائزة لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم والمدربين الذين قادوها إلى التتويج: 1957: مصر مراد فهمي 1959: مصر المجري تيتكوش 1962: إثيوبيا اليوغوسلافي ميلوسيفيتش 1963: غانا تشارلز غيامفي 1665: غانا تشارلز غيامفي 1968: الكونغو كينشاسا المجري فيرنك شاناد 1970: السودان التشيخي ييري شتاروشت 1972: الكونغو أمويين بيبانزولو 1974: الزائير اليوغوسلافي بلاغوخوي فيدينيتش 1976: المغرب الروماني جورج مارداريسكو 1978: غانا فريد أوسام ديودو 1980: نيجيريا البرازيلي أوتو غلوريا 1982: غانا تشارلز غيامفي 1984: الكاميرون اليوغوسلافي رادي أوغنانوفيتش 1986: مصر الويلزي مايك سميث 1988: الكاميرون الفرنسي كلود لوروا 1990: الجزائر عبدالحميد كرمالي 1992: ساحل العاج يوو مارسيال 1994: نيجيريا الهولندي كليمانس ويسترهوف 1996: جنوب أفريقيا كليف باركر 1998: مصر محمود الجوهري 2000: الكاميرون الفرنسي بيار لوشانتر 2002: الكاميرون الألماني فيلفريد شايفر 2004: تونس الفرنسي روجيه لومير