أجرى الرئيس محمود عباس في غزة مساء امس محادثات مع قياديين من"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، هي الأولى بعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية قبل عشرة ايام، وبحث خلالها الجانبان في انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس التشريعي خلفاً للهيئة الحالية. وجاء الاجتماع قبل ساعات من توجه القيادييْن الدكتور محمود الزهار واسماعيل هنية الى القاهرة للانضمام الى وفد"حماس"برئاسة خالد مشعل الذي سيبدأ من العاصمة المصرية جولة عربية واسلامية. راجع ص5 و6 وصرح هنية، لدى خروجه من الاجتماع مع عباس في مقر الرئاسة في مدينة غزة:"اتفقنا مع الرئيس على عقد الجلسة الاولى للتشريعي يوم 16 شباط فبراير المقبل وسيكون انتخاب رئاسة المجلس بحضور الرئيس". واضاف:"ثم نجري مشاورات يقوم بعدها الرئيس بتكليف الشخص المعين لتشكيل الحكومة من خلال الاسم الذي سنبلغه اياه في الوقت المناسب". وتأتي هذه التحركات في وقت بدا ان الادارة الاميركية تخطط لفرض حصار مالي شديد على حكومة تقودها"حماس"لدفعها الى التخلي عن مواقفها في شأن الاعتراف باسرائيل او مغادرة الحكم. ونقل مسؤول فلسطيني عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم ان الادارة تستعد لحشد ضغط دولي واسع على حكومة"حماس"يضعها بين خيارين: اما تغيير موقفها من اسرائيل والاعتراف الصريح بها او المغادرة. واضاف ان الادارة الاميركية تراهن على قيام الشعب الفلسطيني باسقاط حكم الحركة في حال توقفت حكومتها عن دفع الرواتب. وفي غزة، شارك في الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني كل من الزهار وهنية وسامي ابو زهري واحمد بحر، وايضا ًالنائب المستقل الذي دعمته"حماس"زياد ابو عمر ورئيس المجلس التشريعي المنتهية ولايته روحي فتوح. واستبعد مسؤولون فلسطينيون ان يكلف عباس"حماس"رسمياً تشكيل الحكومة قبل التئام المجلس التشريعي في وقت لاحق من الشهر الجاري، لكنهم توقعوا ان يبحث مع قياديي الحركة في ما يتوقعه من أي حكومة تتسلم الحكم. ووصف أبو زهري اللقاء بأنه"مهم جداً لأننا في انتظار الحصول على اجابات من الرئيس عباس على كثير من التساؤلات في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة"، في اشارة الى مسألة الشراكة السياسية ومشاركة"فتح"في حكومة"حماس"، ومعرفة مدى التقارب والتباعد بين برنامجي"حماس"والرئيس عباس، ومدى استعداد الرئيس لدعم الحركة في مواجهة التحالف الدولي المتصاعد والضاغط عليها. وكشفت"حماس"امس انها شكلت حكومة جاهزة من 24 وزيراً ورئيس حكومة من قيادييها، وان اعلانها ينتظر تكليف عباس الحركة تشكيل الحكومة، وايضاً ما ستسفر عنه نتائج الحوارات مع الفصائل الاخرى. في الوقت نفسه، اعلن القيادي في حركة"فتح"ماهر مقداد ان الحركة تقف موحدة بكل تياراتها ضد المشاركة في حكومة"حماس"ما لم تصبح الحركة اكثر واقعية واقتراباً من برنامج"فتح". وقال ان حركته تفضل ان تشكل"معارضة موالية"، أي ان لن تضع العصي في الدواليب، علماً ان"فتح"وعدت ان ترد على عرض"حماس"المشاركة في الحكومة، بعد انعقاد اجتماع مجلسها الثوري.