دعت الحكومتان الدنماركية والنروجية مواطنيهما الى مغادرة سورية فوراً بعدما أحرق متظاهرون غاضبون مباني سفارتي البلدين في دمشق. وكان المتظاهرون يشاركون في مسيرة احتجاجية الى سفارات دول غربية، بينها فرنسا، نشرت فيها رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وسارعت سيارات الاطفاء الى المكان لإخماد الحريق الذي التهم الطابقين الثاني والثالث من مبنى السفارة الدنماركية المكونة من ثلاثة طوابق في حي أبي رمانة، والذي يضم ايضاً سفارتي السويد وتشيلي اللتين احترقتا. في حين ان النيران اتت على مبنى السفارة النروجية الواقع في حي المزة الشرقية. وكانت التظاهرة، التي تمت الدعوة إليها عبر رسائل الموبايل اس إم اس، انطلقت من ساحة الروضة، وسط العاصمة، في اتجاه السفارة الدنماركية التي ضربت قوات الأمن سوراً حولها. وحمل المتظاهرون لافتات تدعو الحكومة الدنماركية ليس فقط للاعتذار، وإنما الى"معاقبة المسيئين"، وحملوا أعلاماً خضراء صغيرة كتب عليها"لا اله إلا الله محمد رسول الله"و"إلا تنصروه فقد نصره الله". ونقل تلفزيون"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي 24 رويترز عن يورغن نيلسن ممثل المعهد الدنماركي في دمشق ان المبنى كان خالياً لدى اقتحامه، لأن الاحتجاج كان متوقعاً. وقال نيلسن:"كان هناك رجال شرطة لكنه كان فيما يبدو وجوداً رمزياً". واستطاع بعض المتظاهرين من الدخول الى مبنى السفارة الدنماركية والعبث بمحتوياته ورمي بعضها الى الخارج، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من اخلائها. ثم توجه المتظاهرون الغاضبون، نساء ورجالاً، الى مبنى السفارة النروجية. ورغم الطوق الأمني واستخدام القنابل المسيلة للدموع، تمكن المتظاهرون من الوصول الى السفارة واحراقها، بعدما كتبوا على جدرانها"مغلق برسم البيع". وبعد ذلك، توجه المتظاهرون الى مبنى السفارة الفرنسية عبر اوتوستراد المزة. ووقفوا امام السفارة الايرانية لتحيتها قبل ان يؤدوا صلاة المغرب. ولم يتمكن المتظاهرون من الاقتراب من السفارة الفرنسية بفعل طوق امني حولها. وفي كوبنهاغن أ ف ب، دعت الحكومة الدنماركية رعاياها الى مغادرة سورية فوراً. وجاء في بيان اصدرته الخارجية الدنماركية:"يطلب من جميع الدنماركيين مغادرة البلاد، ان وضع الدنماركيين في سورية ازداد خطورة اخيراً". وفي اوسلو، دعت الخارجية النروجية ايضاً مواطنيها الى مغادرة سورية فوراً. وقال اويستاين بو المسؤول في الوزارة:"استطيع التأكيد اننا ندعو النروجيين الى مغادرة"سورية. واعلن وزير الخارجية يوناس غار ستور ان وزير الخارجية السوري اعتذر له خلال اتصال هاتفي بينهما. وفي استوكهولم، استنكرت السويد الهجوم على مبنى السفارة الدنماركية في دمشق والذي يضم ايضاً سفارتها. واستدعت السفير السوري للتعبير عن غضبها من اشعال متظاهرين النيران في المبنى. وقالت وزيرة الخارجية السويدية ليلى فريفالدس للتلفزيون الحكومي:"هذا أمر غير مقبول على الاطلاق". واضافت:"قررنا استدعاء السفير الليلة هنا في استوكهولم وانا على اتصال بزميلي في دمشق... سأنقل احتجاجنا ورأينا أن هذا الأمر قد تصاعد اكثر مما ينبغي. نحن نتوقع الحصول على الحماية التي يحق لنا المطالبة بها".