اكتشف الآباء الأميركيون والاسرائيليون انهم يرسلون أبناءهم كي يُقتلوا ويَقتلوا في حرب خاطئة. فبول فيلار، وهو كان مسؤولاً الى وقت قريب عن التقديرات الاستخباراتية في الشرق الأوسط، سي آي إي، أعلن ان الرئيس بوش حرّف التقديرات لكي يبرر الحرب على العراق. وفي وقت واحد تقريباً، بثت القناة العاشرة فقرات من محاضرة زعم فيها رئيس الأمن العام الشبَاك، يوفال ديسكين، ان الحوادث في المناطق الفلسطينية لم تكن معدة، ولم تكن من تخطيط عرفات أو من صنعه. ويقلب هذا الكلام رأساً على عقب ادعاء القيادة السياسية والعسكرية أن الانتفاضة كانت مرحلة في مخطط ياسر عرفات لتقويض اتفاق أوسلو، في الطريق الى تدمير اسرائيل. وعليه، فادعاء القيادتين بأن منظمة التحرير ليست شريكاً، باطل. ولم يغادر كلام فيلار العناوين الكبرى، وصب الزيت على نار انتقادات اعضاء الكونغرس حربَ العراق. فوسائل الاعلام لم تغفر الادعاءات الكاذبة في شأن السلاح النووي العراقي. وطبيعي الا تهتم الحكومة وأحزاب السلطة الاسرائيلية، وهي صنعت لنفسها سمعة كبيرة انطلاقاً من نظرية انتفاء شريك، بالقنبلة التي فجّرها رئيس الشَباك. وحتى المعارضة اليسارية عزفت عن الهدية الانتخابية التي حصلت عليها من زعيم الجهاز المسؤول عن التقديرات الاستخباراتية في المناطق الفلسطينية المحتلة. وليس ديسكين وحده من يتحدى الافتراضات الأساسية التي تستند اليها سياسة الأمن والسلام في اسرائيل، منذ زيارة شارون جبل الهيكل. فهو سبقه الى ذلك عاموس ملكا الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية حين اندلاع الانتفاضة، في حزيران يونيو 2004. وقال للصحيفة ان الاستخبارات لا تملك دليلاً ملموساً واحداً على دعوة عرفات الى العنف. وأكد ملكا كلام العقيد في الاحتياط، أفرايم لفيا، ود. موتي شتاينبرغ، مستشار رئيس الشباك الخاص سابقاً. واذا صدق ديسكين والآخرون، فاستراتيجية شارون، ويسير حزب"كاديما"على هديها، تقوم على الكذب. وعليه، ينبغي أن يتولى أحد شرح السبب في ادارة اسرائيل ظهرها لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية، وانتهاجها الخطوات الاحادية. ومعنى ذلك ان مسؤولين كباراً في الاستخبارات، وعلى رأسهم رئيسا الأركان، شاوول موفاز وموشيه يعالون، وساعدهم اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد الذي أخطأ وضلل في موضوع السلاح الننوي العراقي، غسلوا دماغ الجمهور عمداً. ومثل هذه المعلومات أعدت الرأي العام لقبول سياسة الاغلاق، والاغتيالات، وجدار الفصل، وفك الارتباط من طرف واحد. وكانت عملية غسل الدماغ هذه ناجحة الى حد ان قيام"حماس"على انقاض معسكر أوسلو الفلسطيني لم يطرح مسائل تتصل بسياسة فك الارتباط عن عرفات وخلفائه. واذا تبين ان لا أساس لما يقال عن رفض عرفات ومعسكره تسوية مقبولة، فعلى أنصار"كاديما"اعادة النظر في موقفهم. وفي حال وجدوا أساساً لما يقال عن مؤامرة فلسطينية ترمي الى القضاء على اسرائيل، فلنمض قدماً في فك الارتباط من طرف واحد من الضفة، وليأكلوا ما طبخته"حماس"من أجلهم. عن عكيفا ألدار،"هآرتس"الاسرائيلية، 13/2/2006