سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر حصاره "قصر نظر" وسفينة الأسلحة "اختلاقاً من موساد" وعلاقته مع واشنطن "طيبة". عرفات مخاطباً الاسرائيليين : صفحت عن شارون فليعد إلى طاولة المفاوضات !
اعلن الرئيس ياسر عرفات ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي للخروج من الأزمة الراهنة، ودعا رئيس الحكومة ارييل شارون الى العودة الى طاولة المفاوضات على أساس الاتفاقات المبرمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفاً استعداده لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت في طابا. وقال انه يصفح عن شارون. وأضاف عرفات، في سياق مقابلتين مطولتين مع صحيفتي "يديعوت احرونوت" و"معاريف" امس ان الفلسطينيين رفضوا الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز على رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع أبو علاء معتبراً انها "كانت مجرد أفكار وكلام". ورفض الرئيس الفلسطيني اعتبار لقاء شارون المسؤولين الثلاثة في السلطة الفلسطينية قبل عشرة أيام محاولة للالتفاف عليه، وقال ان أحداً من قادة السلطة لم يجر محادثات أو حواراً مع مسؤولين اسرائيليين من دون موافقته: "أنا هو المفوض الوحيد". وزاد ان اللقاء تم بناء على طلب شارون نفسه عبر موفد خاص جاءه الى رام الله. وتابع ان اقتراح شارون اقامة دولة فلسطينية على 42 في المئة من أراضي الضفة الغربية من خلال تسوية مرحلية طويلة الأمد غير مقبول، وأضاف: "أقول لشارون عليك احترام الاتفاقات الموقعة بيننا وبين الحكومات الاسرائيلية منذ اتفاق أوسلو، وبرعاية دولية ومصادقة الكنيست الاسرائيلية عليها... انه الآن يتصرف مع العالم بصفة ديكتاتور يريد الغاء كل الاتفاقات الموقعة". وحسب مراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" فإن الحصار المفروض على عرفات يبدو وكأنه يصب في مصلحته وينقل عن الرئيس الفلسطيني اعتباره لقاء شارون والمسؤولين الفلسطينيين انجازاً عظيماً أسقط الشرط الاسرائيلي عدم اجراء حوار تحت وقع النار "كما يعتبر اللقاء الأمني بين الجانبين أواخر الاسبوع الماضي تقدماً في اتجاه المفاوضات". ورداً على سؤال عن الدبابات الاسرائيلية التي تحيط مقر الرئاسة في رام الله، قال عرفات انها لا تدل على قوة اسرائيل بقدر ما تدل على ضعفها وقصر نظرها، مضيفاً ان الدبابات لا تخيفه كما لم تخفه سابقاً: "وينفجر عرفات ضاحكاً مضيفاً انها ليست المرة الأولى التي أحاصر فيها ولا تنسى أنني أحد الجنرالات العرب القلائل الذين لم يهزموا عسكرياً. هل نسيت نصرنا الأول في معركة الكرامة عام 1968؟ أو هل نسيت ما حصل عام 1973 في فتح لاند أو ما كان في بيروت؟". وعن "حق العودة" للفلسطينيين، قال عرفات مخاطباً الاسرائيليين ان الفلسطينيين يعترفون بحق اسرائيل في الوجود على غالبية مساحة فلسطين التاريخية "وما أريده هو أن تنسحب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران يونيو وأن تكون القدسالشرقية عاصمة فلسطين. اننا نطالب اسرائيل بالاعتراف بحق العودة واتفهم المخاوف الاسرائيلية في هذا الشأن لكن غالبية الفلسطينيين لن تعود، لن يعود الأغنياء من الخليج أو أوروبا أو أميركا". ونفى الرئيس الفلسطيني مجدداً أي علاقة له بسفينة الأسلحة "كارين ايه"، واعتبرها قضية اختلقها جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجي موساد لأغراض العلاقات العامة: "الايرانيون غير مستعدين لتزويدنا حتى رصاصة واحدة فكيف يمكن أن يمدونا بسفينة كاملة. لدينا في مخازننا ما يكفينا من الوسائل القتالية". وتابع ان علاقاته مع الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول طيبة "ونحن على اتصال هاتفي دائم" وباول ابلغ قريع ان الولاياتالمتحدة قررت فتح صفحة جديدة في العلاقات مع السلطة الفلسطينية. يذكر أن قيام أكبر صحيفتين عبريتين باجراء حوار مع الرئيس الفلسطيني يعتبر تحولا جدياً في سياسة وسائل الاعلام العبرية التي انقادت عموماً منذ اندلاع الانتفاضة وحتى الأسابيع الأخيرة، للترويج لسياسة الحكومة الاسرائيلية والتعتيم على ما يقوله الفلسطينيون رداً على الاتهامات ضدهم.