ليس رفع الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريرها عن البرنامج النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي، مهماً الى حد تصدره أولويات الامن الوطني وسياسة ايران الخارجية. ومن المتوقع أن تستغل وسائل الإعلام الأجنبية والأبواق الداخلية هذه المسألة. ومن شأن استمرار الوضع الحالي تحويل السيد البرادعي وموظفيه الى عاطلين من العمل. فالوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤسسة معطلة، ومهمتها الوحيدة تدوين الاوامر الغربية، وتنفيذها. ويعرف الأميركيون مكانة هذه الوكالة حق المعرفة، فهم يسمونها"كلب الحراسة". وليس النزاع بين ايران والغرب تقنياً - حقوقياً. فلو كان كذلك لتوصلنا الى حل منذ الاسبوع الاول. ونشكر الله على عودة سيف"ديموكليس"، وهو سيف مجلس الامن، الى غمده. وما حصل فضح العجز الغربي عن مواجهة ايران. والحق يقال ان التهديد بإحالة ايران الى مجلس الامن يبعث على الخوف قليلاً. ولكن تنفيذ هذا التهديد لن يكون إلا مهزلة. وكم هو جميل تنفيذ الغرب وعيده! وتوجيه ضربة الى إيراني بعث الفرح في قلوب الغربيين. ولكن لن يطول الوقت قبل إدراكهم ان الضربة أصابتهم. وايران مسرورة، فالغرب يضرب نفسه بجد ونشاط. ولا شك في ان الغرب دخل مرحلة التصدي لإيران. وهذا التصدي لن يصل الى الاشتباك المقاطعة او العقوبات. ومن المتوقع حصول تسوية تحقق النصر لايران. واحتفاظ ايران ببرنامجها النووي واطمئنان الغرب الى سلمية هذا البرنامج، يعنيان ان الطرفين لا يرغبان في الاشتباك والنزاع. فثمن الاشتباك باهظ. واذا كانا على من يبادر الى التنازل دفع ثمن خسائر النزاع، لم يبق سوى المقاومة. والغرب يدرك جيداً اننا نملك أوراقاً اقليمية كثيرة لم نلجأ اليها بعد. ومن المستبعد ان يكون في جعبة الغرب غير السهم احالة ايران الى مجلس الامن الذي أطلقه. عن مهدي محمدي،"كيهان"الايرانية، 5/2/2006