تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس، رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، نقلها المبعوث الخاص للرئيس الإيراني مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية محمد رضا باقري. وذكرت"وكالة الأنباء السعودية"انه نقل للملك عبد الله الذي استقبله في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض، تحيات وتقدير مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد، فيما حمّله خادم الحرمين تحياته وتقديره للقيادة الإيرانية. في هذا الوقت، وصف مسؤول رفيع المستوى في البيت الابيض ايران بأنها"القاسم المشترك بين كل الازمات الشرق الأوسطية"، واتهمها بدعم"تنظيمات ارهابية وتيارات راديكالية"في كل من العراق وفلسطين وسورية ولبنان، اضافة الى"افتعالها ازمة مع المجتمع الدولي بسبب سعيها الى امتلاك اسلحة نووية". وقال المسؤول الاميركي في لقاء حضرته"الحياة"، طالباً عدم نشر اسمه، إن اميركا تركز حالياً على منع ايران من الحصول على سلاح نووي يسهل لها تنفيذ"اجندتها التخريبية"في المنطقة. جاء ذلك في وقت انضمت موسكو الى الترويكا الاوروبية في مطالبة طهران بتقديم"ضمانات موثوقة"في شأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، فيما جددت بكين دعوتها الى تسوية الازمة بالحوار و"داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، الأمر الذي تطابق مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من التصعيد في هذا الملف، اثر محادثاته مع الرئيس جورج بوش. في المقابل، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين جواد وعيدي استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز الايرانية"تحت إشراف المفتشين الدوليين"، مشيراً الى أن المحادثات مع موسكو في شأن اقتراح التخصيب الجزئي لليورانيوم الايراني على الأراضي الروسية، حلاً للأزمة، ،"لا تزال قائمة". وزاد ان وفداً ايرانياً سيغادر إلى موسكو في العشرين من الشهر الجاري، لهذا الهدف. وأكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في أرمينيا امس، أن بلاده تعتزم إنتاج الوقود النووي باستخدام منشآتها الخاصة، لافتاً الى عزمها بناء مفاعلات نووية أخرى. وأبلغت مصادر موثوق بها في طهران"الحياة"ان"ما تطلبه الدول الغربية وأميركا من إيران، هو المساهمة في إنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط وعدم توتير الأجواء الإقليمية"، في حين تطالب إيران ب"ضمانات أميركية بعدم الاعتداء عليها من واشنطن او إسرائيل، في مقابل العودة إلى بحث الاقتراح الروسي لتخصيب اليورانيوم"مع إدخال تعديلات عليه". كما اشارت المصادر الى مطالبة إيران برفع الحصار الاقتصادي الأميركي المفروض عليها منذ 27 سنة، خصوصاً شراء قطع غيار للطائرات واستيراد بعض أنواع الدواء والمنتجات. في القدسالمحتلة أ ف ب، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال عاموس يادلين ان ايران تشكل"التهديد الرئيسي"للدولة العبرية، معرباً عن اعتقاده بأن طهران ستمتلك خياراً نووياً قبل نهاية العقد 2010. تزامن ذلك مع استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة"يو أس إي توداي" أمس، أفاد أن الأميركيين قلقون من إمكان امتلاك إيران لسلاح نووي، لكنهم يخشون أيضاً اقدام إدارة الرئيس بوش على تدخل عسكري، سابق لأوانه. وفي موسكو، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان اثر لقائهما في الكرملين، بياناً مشتركاً، دعا إيران إلى"الالتزام الكامل"بواجباتها. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما الى"العمل المشترك الإيجابي الذي أدته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا للبحث عن حل ديبلوماسي للملف النووي الإيراني". ولفت بوتين إلى أهمية العمل المشترك بين الأطراف كافة لتحقيق تقدم على صعيد تسوية الملفات الإقليمية العالقة، وعلى رأسها الملف الإيراني، فيما اعتبر دو فيلبان ان ايران"مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي"مشدداً على ان"احترام مبادئ القانون، مفروض على الجميع".