القدس المحتلة، طهران، أنقرة – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - شبّه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعداء بلده ب «البعوض»، معتبراً ان طهران تتعامل الآن مع الغرب حول ملفها النووي من موقع قوة، فيما اكدت موسكو ان مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج هو «في مصلحة ايران» وليس «خدعة» لاخراج وقودها النووي. وقال نجاد: «فيما استخدم الاعداء كل قدراتهم، تقف الامة الايرانية بقوة وهم مثل البعوض». ونقل موقع حكومي عن نجاد تأكيده ان ايران لا تثق بالغرب خلال محادثاتهما، قائلاً: «نظراً الى السجل السلبي للقوى الغربية، تتطلع الحكومة الايرانية الى المحادثات من دون ثقة. لكن الحقائق تملي عليهم التفاعل مع الامة الايرانية». في الوقت ذاته، شدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي على ان «الرد الفني والاقتصادي الايراني» على مشروع البرادعي، «أخذ مصالح البلد بالاعتبار في شكل كامل». وأفاد بأن «بعض الدول» التي تحاور ايران حول ملفها النووي «أجرت اتصالات معنا وأكدت ان الاقتراحات والنقاط التي اشارت اليها ايران، تستلزم جولة جديدة من المحادثات الفنية»، موضحاً ان طهران «ستقدم اقتراحاتها خلال تلك المحادثات». اما الناطق باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) كاظم جلالي، فاتهم الغرب ب «اثارة الاجواء حول تزويد مفاعل طهران للبحوث الطبية بالوقود النووي». وقال ان على «الغرب ألا يحرّف الاذهان عن رزمة الاقتراحات الايرانية الشاملة، ويتناول موضوعاً جانبياً وفرعياً يمكن تنفيذه في كل سهولة». وأضاف ان «ثمة خيارين امام ايران: شراء الوقود من الدول الاعضاء في النادي النووي، او اجراء تبادل متزامن بين الوقود المرسل وذاك المُستلَم، «شرط وجود ضمانات تنفيذية تامة». واعتبر رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني ان ارسال اليورانيوم الايراني الى الخارج «ليس في مصلحة البلد». وقالت مصادر ل «الحياة» ان الاقتراح الايراني الجديد ينص على ارسال مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة (1200 كلغ) على دفعات حتى منتصف العام المقبل، في مقابل استلامها على دفعات 180 كلغ من قضبان الوقود المخصب بنسبه 19.75 في المئة. واعترضت ايران على مطالبتها بتسديد 10 ملايين دولار، ثمناً لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم الايراني. لكن الكسندر سادوفنيكوف السفير الروسي في طهران اكد ان مشروع البرادعي «ليس خدعة لسحب اليورانيوم مخفض التخصيب من بين يدي ايران». وقال: «نعتقد ان هذا المشروع والتوقيع على اتفاق تقني لصنع الوقود لمفاعل البحوث في طهران، هما في مصلحة ايران وسيساعدان على تسوية الملف النووي الايراني». وأضاف ان روسيا تعتبر ان «العقوبات والتهديدات بفرض عقوبات (جديدة)، لن تؤدي سوى الى تعقيد الوضع وستقود الى مأزق». جاء ذلك بعد تشديد وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على ان «الوقت حان كي تفي ايران بالتزاماتها». وقالت في القدسالمحتلة: «نحن مستعدون للعمل على أن تكون هناك نتائج مبتكرة، مثل نقل اليورانيوم منخفض التخصيب لمعالجته خارج إيران، لكننا لن ننتظر للأبد». وأضافت: «للصبر حدود في نهاية المطاف، وحان الوقت كي تنفذ إيران تعهداتها ومسؤولياتها أمام المجتمع الدولي، وقبول الاتفاق سيكون بداية جيدة». في غضون ذلك، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العقوبات «المتغطرسة» المفروضة على طهران. ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن اردوغان قوله: «من ينتقدون البرنامج النووي الايراني، يواصلون امتلاك الاسلحة ذاتها». وأضاف: «اعتقد ان من يتخذون هذا الموقف ومن يريدون هذه العقوبات التي تنم عن غطرسة، عليهم أولاً التخلي عن هذه الاسلحة. نحن نشترك في هذا الرأي مع اصدقائنا وأشقائنا الايرانيين». وتابع: «نريد أن نعيش في منطقة خالية تماماً من الأسلحة النووية. نريد أن نعيش في عالم لا يكون فيه للأسلحة النووية أي وجود».