سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شرودر يطالب أوروبا باحترام القيم الدينية ... وشركات دنماركية تلتف على المقاطعة . سفراء الدنمارك في إيران واندونيسيا وسورية يغادرونها إثر تلقيهم تهديدات وتقليص حمايتهم
غادر سفيرا الدنمارك في ايران واندونيسيا ومساعدون لهما هذين البلدين الى "مكان غير محدد" اثر تلقيهم تهديدات بالتعرض الى أمنهم، غداة نشر صحف دنماركية وأوروبية رسوماً كاريكاتورية مسيئة الى النبي محمد ص، فيما سحبت كوبنهاغن سفيرها في دمشق بسبب تقليصها الحماية الأمنية المخصصة له الى مستوى "غير مقبول". جاء ذلك في وقت اعتبر المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أمس، أن على الأوروبيين أن يكونوا أكثر تفهماً لمعتقدات المسلمين، في إشارة الى معارضته نشر الرسوم. وأوضح شرودر خلال افتتاح منتدى جدة الاقتصادي أن "التكامل الأوروبي بُني على أساس احترام الثقافات الأخرى والتسامح والاعتراف بالتنوع" الثقافي، مضيفاً أن ذلك يشمل الامتناع عن أي عمل يصدم المشاعر الدينية الحقيقية، وهو ما لم يحصل للأسف، في كثير من الأماكن بما فيها أوروبا في الأشهر الأخيرة". وقال شرودر الذي قدمه منظمو منتدى جدة بصفته "صديقاً قديماً"، إن "علينا العودة الى طريق التسامح واحترام القيم الثقافية والدينية"، مطالباً باقامة "الجسور بين ثقافاتنا". وعلى رغم "حزنه" لنشر الرسوم، إلا أن المستشار الألماني السابق أبدى معارضته لردود الفعل العنيفة من بعض المتطرفين الاسلاميين. ويبدأ خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي غداً الاثنين جولة في الشرق الأوسط لإعادة "روابط الصداقة" مع العالم الاسلامي غداة نشر الرسوم. وسيلتقي سولانا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قبل أن يزور مقر "منظمة المؤتمر الاسلامي" في جدة لاجراء محادثات مع أمينها العام اكمل الدين احسان أوغلي. وقال المكتب الصحافي لسولانا إن الأخير سيسعى في السعودية الى "تشجيع الحوار" و"تعزيز العلاقات الودية والاحترام المتبادل بين أوروبا والعالم الاسلامي". وبعد السعودية، سيتوجه سولانا الى القاهرة حيث يلتقي الرئيس حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. كما سيزور الأزهر الشريف للقاء شيخه الامام الأكبر محمد سيد طنطاوي. ويختتم سولانا جولته بزيارة الأراضي الفلسطينية واسرائيل. وفي السياق ذاته، غادر سفيرا الدنمارك في إيران واندونيسيا ومساعدوهما "موقتاً" هذين البلدين إثر تهديدات وجهت لهم، كما أفادت الخارجية الدنماركية. وتابعت الوزارة في بيان أن رئيس البعثة في طهران وديبلوماسييه غادروها موقتاً بعد تلقي "معلومات حول تهديدات ملموسة وجدية ضد السفير". وتتولى سفارة فنلندا في العاصمة الايرانية تصريف الشؤون القنصلية للدنمارك حتى إشعار آخر. وفي جاكرتا، غادر السفير الدنماركي ومساعدوه أيضاً إندونيسيا اثر تلقي "تهديدات موثوق بها وملموسة ضد أمن موظفي السفارة". وستتولى البعثة الديبلوماسية الهولندية تصريف أعمال القنصلية الدنماركية. وقال لارس ثوسن من خلية الأزمة في الخارجية الدنماركية إن "السفيرين ومساعديهما توجهوا الى دول أخرى لا نرغب في تحديدها". وكانت الخارجية الدنماركية أعلنت ليل أول من أمس أن سفيرها في دمشق ومعاونيه "غادروا موقتاً سورية لأن السلطات السورية قلصت التدابير الأمنية من أجل حمايتهم الى مستوى غير مقبول". وعلى صعيد آخر، كشف مسؤولون في الشركات الدنماركية أنها تحاول الالتفاف على انتشار مقاطعة منتجاتها في العالم الاسلامي، عبر استخدام عبارة "صنع في الاتحاد الأوروبي" بدلاً من الدنمارك. واعتبر وزير المالية الدنماركي ثور بيدرسن أن هذه الأزمة "لا تشكل تهديداً للاقتصاد الدنماركي في وضعه اليوم"، مضيفاً في حديث الى صحيفة "بيورسن" الاقتصادية: "لا أعرف حتى متى ستدوم هذه الاضطرابات. ومع ذلك فاني مقتنع أنه لن يكون لها تأثير على المدى الطويل" على الاقتصاد. وأوضح المعهد الوطني للاحصاء أن الصادرات الدنماركية الى الدول العربية الاسلامية متواضعة نسبياً، وتقدر قيمتها بحوالي 14 بليون كورون دنماركي 1.9 بليون يورو، أي حوالي ثلاثة في المئة من اجمالي صادرات المملكة الاسكندنافية في 2004. ورأى رئيس قسم المحللين في "دانسكي بنك" أكبر مجموعة مصرفية في الدنمارك، ستين بوسيان أن "الاقتصاد الدنماركي يتمتع بدرجة كافية من المتانة لمقاومة مقاطعة شاملة من الدول الاسلامية مع خسارة عشرة آلاف وظيفة في أسوأ الحالات". وطلبت جمعية أصحاب السفن الدنماركية من أعضائها إنزال أعلام الدنمارك عن سفنهم التي ترسو في شواطئ دول إسلامية.