غداة توجيه الدنمارك تحذيرا إلى رعاياها من البقاء في إندونيسيا خوفا من أعمال عنف قد تطولهم بسبب أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ص، انتقدت جاكرتا قرار كوبنهاغن سحب ديبلوماسييها واعتبرته"متعجلاً"، وكشفت ماليزيا عن طلب الدنمارك تدخلها لحل الأزمة. وكانت الدنمارك سحبت أول من أمس ديبلوماسييها والعاملين في سفاراتها في إندونيسيا وإيران وسورية"بسبب معلومات عن تهديدات أمنية موثوق بها". وقال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويراغودا إن القرار"كان متعجلا". وأضاف:"وفرنا الحماية للسفير والعاملين لديه. وبالاضافة الى ذلك كانت تظاهرات اندونيسيا سلمية نسبيا ... لا يوجد سبب مقنع ولكن القرار يرجع اليهم". وقام متشددون اندونيسيون اسلاميون بأعمال شغب في وقت سابق من الشهر عند مدخل مبنى تقع السفارة الدنماركية في الطابق الخامس والعشرين منه، وقذفوا البيض الفاسد والطماطم على رمز السفارة ومزقوا العلم الدنماركي، لكنهم لم يتمكنوا من اجتياز رجال الشرطة في مدخل المبنى. وفي حين دعت الدنمارك رعاياها الى"مغادرة اندونيسيا في اقرب وقت ممكن"، مؤكدة ان لديها"معلومات موثوقة"عن تهديدات لمواطنيها، قال ويراغودا إن اندونيسيا لا تملك معلومات محددة عن التهديدات. واضاف:"قالت الدنمارك انها تلقت تهديدات عبر الهاتف، ولا توجد لدينا وسيلة تمكنا من التأكد من ذلك. سمعنا عن مثل هذه الاشياء من قبل وعادة ما تكون تهديدات لفظية فقط". وكانت وزارة الخارجية الدنماركية قالت في بيان إن"معلومات ملموسة تشير الى ان جماعة متطرفة تريد ان تتعقب بشكل نشط الدنماركيين، احتجاجا على نشر الرسوم". وأشارت إلى أن"هذا التهديد على حد ما هو معلوم ينصب على شرق جاوة في الوقت الحالي ولكن يخشى من امكان امتداده الى بقية البلاد بما في ذلك بالي". من جهة أخرى، نقلت صحيفة"ستار"الماليزية عن وزير الخارجية سيد حامد البار قوله إن الدنمارك طلبت مساعدة بلاده التي تترأس"منظمة المؤتمر الاسلامي"، في تخفيف الازمة العالمية التي اثارها نشر الرسوم. وقال إنه تلقى مكالمة من نظيره الدنماركي بير ستيغ مولر الجمعة"لطلب تعاون ماليزيا في شرح المسألة". وأضاف أن مولر"ابلغني احترامه للاسلام وانه لم يكن في نيتهم أبداً إيذاء مشاعر المسلمين". وأكد البار أن نظيره الدنماركي أعرب عن أمله في"ان تتمكن ماليزيا من المساعدة في شرح واحتواء الوضع ومنعه من الخروج عن السيطرة والتسبب في انشقاق بين المسلمين وغير المسلمين". وفي كابول، أجلت المنظمة الخيرية الدنماركية"اي اس اف دانسك فولكيهغيلب"عشرة عمال انسانيين من افغانستان، بعد تلقيهم تهديدات مرتبطة بقضية الرسوم. ووجه الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اتهاماً غير مباشر للولايات المتحدة بالوقوف وراء نشر الرسوم المسيئة. وقال رداً على اتهام وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس إيران وسورية بالتحريض على التظاهرات العنيفة، إن هذه الاتهامات هدفها"توجيه الانظار الى المكان الخطأ للاختباء وراءها ... هذه الاعتراضات هي رد فعل طبيعي من قبل الملسمين". واتهم آصفي"اللوبي الصهيوني"بالوقوف وراء الامر، مستبعدا"أي دور لاتباع الديانتين المسيحية واليهودية". وشدد على ان الدول الغربية كان في إمكانها حل الازمة ببساطة ومنع تفاقمها"بتقديم الاعتذار والتعهد بعدم تكرارها"من دون الاختباء وراء شعار"حرية التعبير الخداع".