سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس العراقي المخلوع للمرة التاسعة أمام القضاء اليوم . الادعاء سيجبر صدام وبرزان بالقوة على حضور المحكمة والمحامون يقاطعون الجلسة ويطالبون بإقالة القاضي
في غياب هيئة الدفاع، التي طالبت باقالة القاضي الجديد رؤوف رشيد عبدالرحمن، وحضور خمسة من شهود الإثبات، تستأنف المحكمة الجنائية العليا اليوم جلساتها لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية مقتل 148 قروياً في بلدة الدجيل الشيعية شمال بغداد، فيما اكد رئيس هيئة الادعاء ان المحكمة ستجبر صدام وشقيقه برزان على حضور الجلسة. واعتبر رئيس المحكمة القاضي رؤوف عبدالرحمن عمله مكملاً لعمل القاضي السابق رزكار محمد امين. وقال"نحن كقضاة لا نهتم لآراء السياسيين الذين لديهم وجهات نظرهم الخاصة. أما القاضي فلا يلتزم إلا بالقضية التي أمامه ويخدم المحكمة". ونقلت وكالة"رويترز"عن رئيس هيئة الدفاع المحامي خليل الدليمي ان"الهيئة اتخذت قراراً بالاجماع بعدم حضور الجلسة المقبلة على الاطلاق لاننا لا نريد أن نؤذي موكلنا أو أنفسنا ولا نريد شرعنة محكمة فاقدة لشرعيتها". وأضاف:"حضورنا في الجلسات المقبلة يعتمد على ما اذا كانت المحكمة ستقدم اعتذاراً رسمياً عن التصرفات التي قام بها رئيس المحكمة والقضاة. وسنتبنى موقفا أكثر تشدداً وحزماً من الآن". يذكر انه سادت الجلسة السابقة الأحد الماضي حال من الفوضى عندما خرج الرئيس العراقي السابق ومحاموه من القاعة غاضبين بعدما أخرج الحراس برزان من قاعة المحكمة بسبب رفضه التزام الصمت. وجاءت هذه التطورات بعدما أبلغ رئيس المحكمة الجديد عبدالرحمن محامي الدفاع انه لن يسمح لهم بالقاء بيانات سياسية في المحكمة. وطالب الدليمي رئيس المحكمة ب"الاعتذار عن سلوكه الاستفزازي وغير القانوني وتصرفه من دون احترام لأحد بطريقة ديكتاتورية، وكان منحازاً كلياً الى الادعاء". ولفت الى ان"الاجواء في المحكمة الآن أكثر ترهيباً من السابق". وأشار الى معاملة برزان والمحامي الاردني صالح العرموطي الذي طرد بعدما شكك في شرعية المحكمة. وقال الدليمي ان ستة حراس أمسكوا به ولكموه مرات داخل القاعة قبل ابعاده. وزاد:"ان الحراس كادوا يلكمون صدام نفسه". وقال ان صدام"نُصح بعدم حضور جلسة الاربعاء". ووصف الدليمي القاضي عبدالرحمن بأنه"ليس سيد نفسه... هناك أيد خفية خلف الكواليس تدير المحكمة من أعداء العراق والعرب والمسلمين". وقال ان"التدخل السياسي والخارجي في المحكمة أصبح أكثر قوة من السابق. فالقاضي الجديد يريد الاسراع في العملية واصدار حكم سريع في هذه المحاكمة الفاقدة لشرعيتها". وطالب ان يحاكم صدام ومعاونوه امام محكمة دولية. وأضاف ان"سير المحاكمة سيُحدد مصير الامة. فإما ان تعزز وحدة العراق وإما تؤدي الى حرب أهلية طاحنة". وأكد خميس العبيدي عضو هيئة الدفاع ل"الحياة"ان هيئة الدفاع وصدام وبرزان سيقاطعون جلسة اليوم احتجاجاً على أسلوب رئيس المحكمة في إدارتها، وقال ان"صدام حتى لو حضر الجلسة فسيغادرها ويرفض المحامين الذين ستنتدبهم المحكمة له". وأضاف ان هيئة الدفاع وضعت شروطاً للعودة الى قاعة المحكمة تتضمن تغيير القاضي عبدالرحمن وتعيين قاض آخر لرئاستها وتوجيه اعتذار رسمي عن تصرف القاضي إزاء المحامي العرموطي. ووصف العبيدي القاضي بأنه"خصم"وان"تصرفاته داخل الجلسة أساءت الى القاضي العراقي". ولفت الى ان"عبدالرحمن كان معتقلاً وتعرض لعمليات تعذيب سببت له اعاقة دائمة ما يفقده حياديته"وشدد على انه"لا يمكن السكوت عن استمرار ادارته لجلسات المحاكمة". من جهة اخرى اكد العبيدي ان برزان تعرض للضرب المبرح من قبل حراس المحكمة في الجلسة السابقة بسبب رفضه الخروج من القاعة بعدما طرده القاضي، واعتبر"خروج برزان بالطريقة المهينة نكسة لقانون حماية المتهمين الذي من المفترض ان تحافظ المحكمة على تطبيقه". وكان محامي الدفاع صالح العرموطي صرح سابقاً"اننا في هيئة الدفاع انسحبنا من المحكمة وقررنا عدم العودة الا باقالة رئيس المحكمة"الجديد القاضي عبدالرحمن. وقال ان المحكمة كانت"عدائية مع الموكلين والمحامين". واوضح ان هيئة الدفاع قدمت خمسة طلبات خطية بنقل المحكمة الى الاردن او قطر. واضاف انه تم اتخاذ القرار بعدم حضور الجلسة"لاننا لا نريد ان نضفي الشرعية"على المحكمة ورئيسها، و"لأن وجودنا بهذه الطريقة اصبح صورياً"، متهماً القاضي باستخدام"عبارات نابية"مع المحامين والموكلين. من جانبهم غادر أعضاء هيئة الدفاع، القطري نجيب النعيمي والاميركي كورتس دوبلر والأردني عصام العرموطي والعراقي خليل الدليمي بغداد. وكان وكلاء الدفاع عن صدام وسبعة من معاونيه انسحبوا الاحد من قاعة المحكمة خلال الجلسة الثامنة. وعين القاضي عبدالرحمن، المصمم على ألا يعطل انسحاب المحامين سير القضية، محامين جدداً وطلب ثلاثة شهود جدداً وهو تصرف وصفه الدليمي بأنه غير قانوني. وحل عبدالرحمن محل القاضي رزكار امين الذي استقال بعدما تعرض لانتقادات من جانب مسؤولين سياسيين، اتهموه بالتساهل مع المتهمين. وجلسة اليوم هي التاسعة في اطار محاكمة صدام حسين 68 عاما مع سبعة من معاونيه السابقين بتهمة قتل 148 قروياً في قرية الدجيل الشيعية شمال بغداد وتدمير ممتلكاتهم وجرف اراضيهم اثر تعرضه لمحاولة اغتيال عند مرور موكبه في القرية عام 1982. من جهته أعلن رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي ان المحكمة ستُحضر المتهمين صدام وبرزان الى قاعة المحكمة إجبارياً اذا رفضا الحضور، وقال:"صدام وبرزان وباقي المتهمين ليسوا متهمين مدنيين انما هم متهمون بجرائم ضد الإنسانية. ولا يبيح قانون أصول المحاكمات الجزائية لمتهمين بهذه الجرائم التخلف عن حضور جلسات المحكمة". وأضاف ان جلسة اليوم"ستشهد تلاوة افادات مجموعة من شهود الإثبات الذين دونت أقوالهم أمام قاضي التحقيق ورفضوا الحضور أمام المحكمة الجنائية لسماع شهاداتهم"، مشيراً الى ان خمسة شهود سيحضرون جلسة اليوم على ان يتم الانتهاء غداً الخميس من الاستماع الى شهادة الشهود.