قبل شهر واحد من انغماسها في"ثلج"دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستُفتتح في السادس عشر من شباط فبراير المقبل قررت عاصمة الصناعة الايطالية تورينو، أن تتدفأ بپ"شمس"الكتابة النسوية الآتية من العالم العربي والشرق أوسطي. ففي بادرة هي الأولى من نوعها، تستضيف المدينة كاتبات وشاعرات عربيات وإيرانياتوتركيات في لقاء أدبي وثقافي. يحمل الملتقى عنوان"الكتابة غير المحجبة". ويقام الاحتفال في الذكرى الخامسة والعشرين لميلاد جائزة"غرايتزانو كافور"التي تمنحها مدينة تورينو منذ ربع قرن وأصبحت خلال هذه السنين واحدة من أهم الجوائز الابداعية في أوروبا. يستضيف الملتقى آسيا جبار الجزائر، أنيسة عبّود سورية، رضوى عاشور وماجدة الجندي مصر، ليانة بدر فلسطين، هدى بركات وجمانة حداد ومي غصوب لبنان، أمل موسى تونس، بدرية البشير السعودية، ليلى العثمان الكويت، عالية ممدوح العراق، يمينة الشامي المغرب، ابتسام المتوكل اليمن، إضافة الى لطيفة اردوغان تركيا وغولي تراغي وفرزانة كارامبور إيران. حضور الكاتبات العربيات وأهميتهن في الخريطة الإبداعية العربية يوحيان بكون الملتقى لقاء للثقافة النسوية العربية. وإذا كانت تظاهرات ثقافية عربية عدة استضافت أسماء من هؤلاء المبدعات، إلا ان تميز هذا الملتقى سيوفر فرصة تتواجه فيها الثقافة النسوية فيما بينها وتتقابل مع الثقافة الأوروبية في سياق الهموم النسوية المشتركة. وتزداد هذه الجسامة لحظة التوجه الى الغرب الذي يفرض، في غالب الأحيان،"تأشيرة"قاسية على هذا الانجاز الذي عليه، حتى يتمكن من الولوج الى المكتبة والى اللغة الأخرى، فيكون منتقداً ورافضاً التخلف العربي وثائراً عليه. كل هذه المعطيات بدءاً من الانتقاد ومروراً بالرفض ليست خاطئة بذاتها بل مطلوبة ومتمناة، لكنها محاطة بالشك والريبة عندما تصبح المعيار الوحيد للتقويم والتقريب. حدد منظمو الملتقى أهدافهم في التأكيد على الرغبة في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية من خلال ابداع المرأة التي أصبحت، بصرف النظر عن المواقف والشكليات المسبقة، لاعباً أساسياً في عملية التطور الجارية في البلدان العربية. الهدف إذاً، كما جاء في برنامج الملتقى، هو"التعرّف على هذا الجزء من العالم وعلى طرائق الكتابة لدى الكاتبات فيه". ويضيف البرنامج"على رغم أن المدعوات الى الملتقى كاتبات ينتمين الى بيئات وبلدان وأديان مختلفة ولهن أساليب كتابة متباينة فيما بينها ويستخدمن لغات كثيرة ويعيش بعضهن بعيداً من الوطن الأم، فإنهن معاصرات يحيين الحاضر، وهن ملتزمات ثقافياً واجتماعياً، ما ولّد لديهن سمات مشتركة، اضافة الى قوة كبيرة في شخصياتهن". يُختتم الملتقى بمنح ثلاث جوائز الى ثلاث من المبدعات اللواتي يشاركن فيه. الجوائز الثلاث استُحدثت لهذه الذكرى الاحتفالية وستُمنح أولاها، وهي جائزة القراءة، الى الكاتبة الجزائرية آسيا جبّار، فيما تُمنح جائزة الترجمة الى البروفسورة إيزابيلا كاميرا دافليتو لجهودها الرائعة في ترجمة الأدب العربي الى اللغة الايطالية. أما الجائزة الخاصة فستُمنح الى الغواتيمالية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ريغوبيرتا مانتشو التي تحوّل كتابها"إسمي ريغوبيرتا مانتشو"دليلاً لكفاح المرأة من أجل الحرية. يبدأ الملتقى اليوم الخميس وينتهي في 21 من الجاري، على أن نهار الجمعة مخصص كاملاً للنقاش الادبي.