استغلت القوات الأميركية والعراقية نقمة عشائر الرمادي على"التكفيريين"من جماعة الأردني أبي مصعب الزرقاوي، وبدأت عشية إعلان نتائج الانتخابات عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تحمل اسم"وادي الجندي"، فيما شكلت الرمادي لجاناً أمنية بالتعاون مع وزير الدفاع سعدون الدليمي من أبناء عشيرته للتصدي للمسلحين الذين اغتالوا عدداً من الرموز العشائرية والدينية"المعتدلة". وقال مصدر أمني رفيع المستوى انه تم"تحرير"شقيقة وزير الداخلية بيان جبر صولاغ، من"دون إراقة دماء". وأكد ان الزرقاوي موجود في محافظة ديالى شرق بغداد. وأعلن الجيش الأميركي في بيان أمس ان عملية"وادي الجندي"بدأت الأحد"بمشاركة ألف من جنوده وقوات عراقية لاعتقال أو قتل المسلحين في الأنبار وتدمير مخابئ أسلحتهم غرب الفرات وحوضه الغربي". الى ذلك، أكد قائد"قوات حفظ النظام"اللواء مهدي صبيح تحرير شقيقة وزير الداخلية و"القاء القبض على جزار الجزارين". ووصف عملية تحريرها ب"النظيفة إذ لم تسفر عن مقتل أو جرح أي من منفذيها"، مؤكداً ان الحكومة أو عائلة المخطوفة"لم تتفاوض مع الارهابيين وان اطلاقها تم بشن عملية عالية المستوى تم التخطيط لها بعد ورود معلومات عن مكانها". يذكر ان الرهينة أم مرتضى من قيادات"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، وطالبة في كلية العلوم السياسية قسم الدراسات المسائية، وهي أم لثلاثة أطفال. واختطفت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً. وزاد صبيح ان العملية أدت ايضاً الى اعتقال"جزار الجزارين بقتل أكثر من 1000 شخص من أهالي بغداد"ولم يشر الى اسمه، موضحاً انه أحد عناصر تنظيم"القاعدة". وتابع ان الأجهزة الأمنية"في وضع الهجوم على هذه الجماعات، خصوصاً ان الجهاز الاستخباري التابع لوزارة الداخلية صار أكثر خبرة". ولفت الى أن"اختيار الوقت والزمان لم يعد امتيازاً يقتصر على الارهابيين. والعمليات التي تشنها قوات وزارتي الداخلية والدفاع أصبحت نوعية وبالتنسيق مع القوات المتعددة الجنسية. وزاد ان"الجماعات المسلحة تتمركز في ضواحي بغداد، في الطارمية والغزالية وحي العدل، اضافة الى مناطق في مدينة ديالى". وكشف ان"الزرقاوي يتخذ ديالى منطلقاً له لأنها تتميز بمداخلها الكثيرة". من جهة أخرى، شكلت مدينة الرمادي التابعة لمحافظة الانبار لجاناً أمنية بالتنسيق مع الدليمي، ل"وقف النزيف المستمر فيها على خلفية حملة الاغتيالات التي تطاول رموزها الوطنية والفكرية والدينية والعشائرية". وشهد الأسبوع الجاري مقتل الشيخ عبدالغفور الراوي، إمام وخطيب جامع الإمام الشافعي في حي التأميم واغتيال الشيخ نصر عبدالكريم الهنداوي، رئيس عشيرة البو فهد، والدكتور حميد فيصل، الاستاذ في جامعة الانبار. ويؤكد اهالي الرمادي ان الثلاثة"كانوا من الداعمين للانتخابات"، مستنكرين بشدة حادثة الرمادي الأخيرة التي حصدت أرواح المئات من سكانها المتطوعين في صفوف الجيش. واغتيل أمس العقيد الركن حسين شياع الدليمي، أحد قادة الحرس الوطني في المحمودية، جنوببغداد، وندد"الحزب الاسلامي"بعمليات الاغتيال"التي تطاول الرموز السنية الوطنية". وحمّل البيان الحكومة المسؤولية"لكونها لا تفرض سيطرتها على الوضع الأمني، ما يفتح الباب امام المخربين والمجرمين والارهابيين للقيام بعملياتهم الآثمة ضد المشهود لهم بالنزاهة والاعتدال وحب الوطن وأهله". وقال خلدون الدليمي، احد وجهاء عشيرة الدليم السنية في الرمادي ان المدينة"تشهد احتقاناً"فالعشائر مستاءة من الجماعات الارهابية والوجود الاميركي على حد سواء. وتحاول اخراج الاثنين معاً وفرض سيطرتها على الوضع"، واضاف ان"الرمادي لا تنفك تشيع ابناءها كل يوم ومنذ فترة ما قبل الانتخابات التي بدأت باغتيال الشيخ حمزة العيساوي واكتشاف جثث ابناء المدينة كل يوم سواء داخلها او في الفلوجة او بغداد او ابو غريب". من جهته، كشف الشيخ اسامة الجدعان، رئيس عشيرة الكرابلة في الانبار عن"تشكيل قوة حماية أمنية من ابناء عشائر الرمادي بالتعاون مع وزارة الدفاع لفرض الأمن في المدينة". وقال ل"الحياة"ان هذه القوة"ستنفذ خطة أمنية ضخمة للقبض على الارهابيين وتطهير أحياء الرمادي من كل من يؤوي او يدعم الجماعات المسلحة القادمة من خارج الحدود". وتابع ان"اللجنة تضم قادة عسكريين وخبراء أمنيين وسياسيين ورجال دين وشيوخ عشائر".