اغلقت سفارة الدنمارك في اسلام اباد ابوابها امس، في حين قررت باكستان استدعاء سفيرها في كوبنهاغن وتواصلت التظاهرات في باكستان احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية تتناول النبي محمد ص. وجاء في رسالة مسجلة على هاتف السفارة الدنماركية ان"السفارة مغلقة موقتاً حتى إشعار آخر". وقال السفير بانت فيغوتسكي الذي لا يزال في اسلام اباد، انه ليس هناك قطع للعلاقات وانه سيبقى في مكان آمن في باكستان. واستدعي فيغوتسكي مع رؤساء البعثات الديبلوماسية الاوروبية الاخرين امس الى وزارة الخارجية الباكستانية، التي اعلنت في بيان انها استدعت سفيرها في الدنمارك جواد قريشي"للتشاور"، بدون اضافة اي تفاصيل. واوضحت المتحدثة باسم الوزارة تسنيم اسلام ان استدعاء الديبلوماسي على علاقة بالرسوم التي نشرت للمرة الاولى في ايلول سبتمبر في صحيفة"يلاندس بوستن"الدنماركية. من جهة ثانية، اعتقلت الحكومة الباكستانية خواجا سعد رفيق، أحد قادة حزب"الرابطة الإسلامية"الذي يتزعمه رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، بحجة صلته بأحداث العنف التي شهدتها مدينة لاهور قبل يومين وراح ضحيتها ستة باكستانيين. واتهمت السلطات في إقليم البنجاب رفيق بالتحريض على العنف. وحسب المصادر الامنية فقد بلغ عدد المعتقلين في صفوف المحتجين على الرسوم أكثر من 125 شخصا، بينما أعلنت الحكومة المركزية تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات مدة أسبوع كامل للحيلولة دون مشاركة أعداد متزايدة من الطلبة الباكستانيين في التظاهرات. وفي كوبنهاغن، رأى معظم الدنماركيين أن أداء رئيس الوزراء اندرس فوغ راسموسن يتراوح بين الجيد والمتوسط في التعامل مع أزمة الرسوم، وأظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد"غرينز"للابحاث انقسام اراء غالبية الدنمركيين في هذا الصدد اذ يرى 41.5 في المئة منهم أن راسموسن تعامل مع الازمة بشكل جيد فيما يعتقد 40 في المئة أن أداءه كان متوسطا. وكشف الاستطلاع الذي شمل 1037 شخصا أن نحو 16 في المئة لا يوافقون على الطريقة التي تعامل بها راسموسن مع الازمة التي تفجرت الشهر الماضي. وأظهر أن حزب"الاحرار"الذي يقوده رئيس الوزراء سيحصل على 30.1 في المئة من أصوات الناخبين اذا أجريت الانتخابات اليوم وهي أعلى بنسبة 1.2 في المئة مقارنة مع استطلاع أجري بداية الشهر الجاري. وفي كركوكالعراق، تظاهر الاف الاشخاص في وسط المدينة بعد صلاة الجمعة استنكارا لنشر الرسوم، وطالبوا برحيل القوات الدنماركية عن العراق، واحرقوا العلم الدنماركي. وفي هونغ كونغ، ردد نحو الفي شخص من الجالية المسلمة هتافات ولوحوا بلافتات خلال اول المسيرة من نوعها ينظمها مسلمون في المدينة الصينية منذ سنوات. وقال المنظمون ان الجالية شعرت بالاهانة نتيجة للرسوم. وانتقد كثير من المتظاهرين اعمال العنف التي استمرت اسابيع بما في ذلك الهجمات على سفارات الدنمارك ودول اوروبية اخرى في سورية ولبنان وايران وباكستان واندونيسيا. وقال سيد عاصم من منتدى حقوق الانسان الدولي وهو احد الهيئات المنظمة للمسيرة، ان"مشاعر المسلمين تعرضت لايذاء مروع". واضاف"نحن نؤمن بالنبي محمد ونحترمه أكثر من عائلاتنا أو أي شيء آخر". وفي باريس، دعت منظمة"مراسلون بلا حدود"امس الى اطلاق سراح سبعة صحافيين سجنوا في بلدان عربية بسبب اعادة نشر الرسوم الساخرة، وقالت ان 12 صحافيا على الاقل يخضعون للمحاكمة في خمس دول بسبب نشر الرسوم بينهم سبعة سجنوا بالفعل في كل من الجزائر وسورية واليمن. وفي طهران، قام أمس عشرات الايرانيين الذين ينتمون الى الاقلية السنية باحراق صليب امام السفارة الدنماركية احتجاجا على الرسوم. وتجمع قرابة 150 شخصا امام السفارة التي كانت عرضة لهجمات عدة في السابق، رافعين لافتات كتب عليها"الله اكبر"، وهتفوا"الموت للدنمارك". وجرت التظاهرة بهدوء خلافا للتجمعات السابقة التي القى خلالها المتظاهرون زجاجات حارقة وحجارة على المبنى.