صدرت أمس استنكارات عديدة في العالم لبث شريط مصوّر مسيء للإسلام في الدنمارك. ففي حين استدعت إندونيسيا سفير الدنمارك لديها وقدمت إليه احتجاجاً شديد اللهجة، أفادت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية ان غالبية النواب في البرلمان الايراني طلبوا قطع العلاقات الاقتصادية مع كوبنهاغن. واستشاط المسلمون غضباً بعدما بث التلفزيون الدنماركي لقطات فيديو صوّرها أحد الهواة تُظهر أعضاء في جناح الشبيبة في حزب الشعب الدنماركي المناهض للمهاجرين وهم يشاركون في مسابقة لرسم صور مهينة للإسلام في مخيم صيفي في آب أغسطس الماضي. وقال ديسرا بيركايا الناطق باسم وزارة الخارجية الاندونيسية:"استدعينا السفير الدنماركي هذا المساء وابلغناه بانزعاجنا". وأضاف ان اندونيسيا أبلغت السفير انها"تدين في شدة أي عمل يسيء الى الرموز الدينية ... وهذا العمل هو انعكاس لانعدام الحساسية وينظر اليه على انه ميل الى كراهية الإسلام". وتابع ان حرية التعبير"يجب عدم استغلالها في تبرير عمل يهين أدياناً معينة". وقال:"وفي رده على ذلك، اعرب السفير الدنماركي عن عميق أسفه واعتذاره، واوضح ان زعيم الحزب المسؤول عن الشريط دان هذا العمل". وفي طهران، قال 232 نائباً من أصل 290 في رسالة وجهوها الى الرئيس محمود أحمدي نجاد ان"الممارسات السابقة للحكومة الدنماركية"المسيئة للإسلام والرسول الكريم"تكررت من خلال تلفزيون الدولة". وأضافوا:"هذا غير مقبول ونحن نطلب قطع العلاقات الاقتصادية مع الدنمارك وفي حال تكرر الأمر قطع العلاقات الديبلوماسية كافة مع هذا البلد". وأصدر رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن بياناً الأحد دان فيه بث شريط الفيديو المسيء. وأثار نشر الصحيفة الدنماركية"يلاندس بوستن"في تشرين الأول اكتوبر 2005 رسوماً كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم تظاهرات غاضبة في العالم الإسلامي. وفي بيروت، استنكر حزب الله اللبناني بث الشريط المسيء، ودعا في بيان الدنمارك والدول الأوروبية"الى وضع حد لمثل هذه الاساءات التي تضر المجتمع الإنساني بل ندعوهم الى محاكمة ومعاقبة هؤلاء المعتدين على مشاعر وحقوق شعوب بأكملها". وفي رالي كارولاينا الشمالية ، اعتبر القس الانجيلي فرانكلين غراهام الذي أثارت انتقاداته السابقة للإسلام غضباً عارماً بين المسلمين، ان الإسلام يعلّم اتباعه"اضطهاد"الآخرين حتى يُشهروا إسلامهم. وتزامنت تصريحاته التي أوردتها صحيفة"ذا نيوز أند أوبزرفر"يوم الإثنين مع إعلانه خططاً لإعادة إعمار مئات الكنائس التي دُمّرت في القتال في جنوب السودان بين المتمردين والقوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها. ومن المقرر أن يكون غراهام تكلّم في وقت لاحق أمس في مهرجان لجمع تبرعات لمصلحة جمعيته الإغاثية المسيحية في السودان. وقابل غراهام الرئيس عمر البشير قبل ثلاث سنوات ورجاه أن يمنح المسيحيين حرية كاملة. وقال غراهام، ابن المبشّر المعروف بيلي غراهام، انه حدد 226 كنيسة دُمّرت أو أُحرقت في السودان، وان جمعيته تبني أو أنجزت بناء 34 كنيسة. ويعمل في جمعيته في السودان 21 شخصاً يعاونهم 100 سوداني.