لم تخل تظاهرات الاحتجاج، أمس، ضد الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي محمد ص من أعمال عنف، إذ قتل شاب حين فتحت الشرطة الكينية النار على تظاهرة لمسلمين احتجاجاً على الرسوم، فيما رشق إيرانيون السفارة الدنماركية في طهران بالحجارة. وشهدت آسيا، أمس، أكبر تظاهرات منذ بداية أزمة الرسوم الكاريكاتورية، إذ خرج آلاف عقب صلاة الجمعة إلى الميادين الرئيسية في باكستان وماليزيا وبنغلاديشوالهندوسريلانكا. وفي وقت أحرق متظاهرون الأعلام الدنماركية، دعا بعضهم إلى قتل ناشري الرسوم، فيما دعا آخرون إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدول التي أعادت صحفها نشر الكاريكاتورات المسيئة. في نيروبي، أطلقت الشرطة الكينية الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين بعد تعرض عناصرها للرشق بالحجارة خلال منع تظاهرة من الوصول الى السفارة الدنماركية. وطاردت الشرطة المتظاهرين الذين هربوا الى ساحة أحد المساجد، قبل ان تلقي قنبلتي غاز على الحشد الذي رد بالقاء الحجارة. وقُتل أحد المتظاهرين وأصيب ثان خلال المواجهات. وتجمع في كوالالمبور نحو ثلاثة آلاف مسلم أمام السفارة الدنماركية، وأخذوا يرددون:"عاش الإسلام، الدمار للدنمارك، الدمار لجورج بوش، الدمار لإسرائيل، الدمار لأميركا". وفي باكستان، احتشد بضعة آلاف من المتظاهرين في الساحة الرئيسية في وسط العاصمة إسلام آباد، مرددين هتافات تطالب بمقاطعة الدول التي أعادت صحفها نشر الرسوم. وقاد المتظاهرين برلمانيون وسياسيون من مختلف الأحزاب، دعوا إلى طرد سفراء الدنمارك والنروج وفرنسا وألمانيا. ودعا بعض قادة المتظاهرين إلى قتل من رسم ونشر الرسوم في الصحف الغربية ودافع عنها. وقال عضو برلمان بيشاور القيادي في جمعية علماء الإسلام في مدينة مردان قاري سعيد الرحمن ل"الحياة"إن"دستور باكستان ينص على إعدام أو معاقبة كل من يسيء إلى مؤسس الدولة محمد علي جناح، فكيف لا نطالب بإعدام من أساء للرسول صلى الله عليه وسلم". وأضاف:"لقد تجاوز الغربيون حدودهم في الحديث عن حرية الصحافة والإعلام. نحن نتفهم الحرية لكن ليس معنى ذلك الإساءة للدين والتجديف وطعن انبياء الله عز وجل". وأصيب أحد المتظاهرين بجروح في مدينة بيشاور، شمال غربي باكستان، بسبب القنابل المسيلة للدموع التي اطلقتها الشرطة. كما جرت تظاهرات أخرى في مدن كراتشي ولاهور وكويتا ومولتان. وفي بنغلاديش، تظاهر نحو 20 الف شخص احتجاجاً على الرسوم. وقال زعيم حزب التحرير الاسلامي الذي نظم اكبر تظاهرة في العاصمة دكا محيي الدين احمد إن"الرسوم الكاريكاتورية هي جزء من حملة صليبية يشنها الغرب ضد الإسلام. ولا يمكن لأي مسلم ان يحتمل هذه الرسوم". أما في الهند، فوطأت أقدام آلاف المتظاهرين في نيودلهي وكشمير الأعلام الدنماركية التي أحرقوا مئات منها. ورفع متظاهرون في سريلانكا لافتات كتبوا عليها:"لا تسخروا من ديننا. لتذهب حرية التعبير إلى قنوات الصرف". وأحرق عشرات المتظاهرين إطارات سيارات في إندونيسيا. أما في الفيليبين، فتجمع نحو 200 مسلم عقب صلاة الجمعة أمام مسجد في حي كيابو في مانيلا وهم يطلقون صيحات التكبير، ثم احرقوا اعلاماً للدنمارك. وتفرقت التظاهرة بهدوء من دون وقوع اي حادث. كذلك، تظاهر آلاف في ولاية كانو الشمالية في نيجيريا، وأحرقوا الأعلام الدنماركية والنرويجية. وخرج مئات في مسيرات احتجاج سلمية ضد الرسوم في مناطق متفرقة من الصومال، كما أعلنت قيادات إسلامية في أوغندا أنها قد تنظم تظاهرات الأسبوع المقبل.