سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اغتيل زعيم قبيلة البو باز بعد لقائه وزير الدفاع لتجنيب سامراء مصير القائم . انقسامات في صفوف المقاتلين العراقيين : الولاء للعشيرة يتغلب على الولاء للزرقاوي
اغتيال الائمة والشخصيات السنّية، خصوصاً في الأنبار والرمادي، والاشتباكات بين مسلحين عراقيين وعناصر من تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، يشير بوضوح الى انقسام حاد في صفوف"المقاومة". احتج زعماء العشائر، في بداية الأمر، على استهداف المدنيين، شيعة كانوا أو سنّة، خصوصاً في سامراء، حيث يتعايش المذهبان منذ قرون، وحيث تنقسم العشيرة الواحدة بينهما، لكن ولاء الجميع يبقى للعشيرة التي شعر زعماؤها بأن نفوذهم بدأ يتقلص لمصلحة"امراء المجاهدين"وبعضهم غير عراقي. ومن العمليات الكثيرة التي وقعت في الأنبار وأثارت غضب العشائر، مقتل أحد زعماء عشيرة البو باز الشيخ حكمت ممتاز بعد لقائه وزير الدفاع سعدون الدليمي، فترصد مقاتلو العشيرة عناصر من"القاعدة"وقتلوا اثنين منهم، قالوا إنهما اعترفا باغتيال الشيخ، لكن التنظيم لم يتراجع فأرسل انتحارياً فجر نفسه داخل مجلس العزاء وقتل وجرح العشرات. هذا التوتر بين جماعة الزرقاوي وأهالي الأنبار أدى، خلال الأسابيع القليلة الماضية، الى تشكيل العشائر"ميليشيا"تدعمها الحكومة للمحافظة على الأمن في المنطقة، كما أدى الى بدء مفاوضات بين المسلحين العراقيين من جهة، والقوات الأميركية والحكومة من جهة أخرى. وتروي وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب قصة زعيم عشيرة البو باز التي أدت الى هذه التطورات كما يأتي: استدعى الشيخ حكمت ممتاز الذي ازعجته عمليات قتل المدنيين في سامراء 120 كلم شمال بغداد،"أبو عبدالله"، الزعيم المحلي لتنظيم"القاعدة"في المدينة ليطلب منه وقف الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان. وكان الشيخ حكمت الذي اعتقله الجيش الأميركي لمدة عام لدعمه المسلحين واغتيل في ما بعد، منزعجاً في ذلك الوقت من اراقة دماء أبناء مدينته. وقال أحد الذين حضروا اللقاء إنه قال لأبي عبدالله:"لديك كيلومترات من الطريق المملوءة بالقوافل العسكرية الاميركية تستطيع مهاجمتها، فلماذا تضع القنابل في المدينة؟". وأدت الهجمات التي تستهدف العراقيين الى انقسامات في صفوف المتمردين وعدد من شيوخ العشائر والمسلحين الوطنيين الذين يعارضون"سياسة الأرض المحروقة"التي يتبعها تنظيم"القاعدة"، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف قوات الأمن العراقية. وفي محافظة الأنبار السنّية غرب العراق، تبدو الهوة أوسع بكثير. فقد انتقد شيوخ العشائر المقاتلين الأجانب في"القاعدة"على رغم ان غالبية انصار الزرقاوي من العراقيين، بحسب منظمة"كرايسس غروب"الدولية. وقال الشيخ جمال شاكر نزال إمام مسجد الفلوجة الكبير في خطبة الجمعة ان"على أهالي مدينة الفلوجة الوقوف ضد التكفيريين ومساندة رجال شرطتهم". وكان شقيقه الشيخ كمال شاكر نزال رئيس المجلس البلدي في المدينة قتل في 7 الجاري برصاص أطلقه مسلحون مجهولون عليه بينما كان يقود سيارته في طريقه الى مكتبه. ووزع منشور على أهالي الفلوجة حرم فيه سفك دم المسلم. في المقابل، يحلل تنظيم"القاعدة"قتل المسلمين، طالما عملوا مع قوات الاحتلال. ويؤكد الجيش الأميركي ان ستة من عناصر تنظيم"القاعدة"قتلوا في الرمادي 100 كلم غرب بغداد بعدما اشتبكوا مع المتمردين المحليين. ويقول ديبلوماسي غربي في بغداد كان يتحدث عن العشائر السنّية في الأنبار:"اليوم يعتبر بعضهم ان من واجبه طرد الإرهابيين من العراق، وهذا تطور كبير". وعلى رغم ذلك، تبقى"القاعدة"تنظيماً قوياً وفاعلاً جداً في الموصل 370 كلم شمال بغداد ومحافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنّية، حيث يتحدر الشيخ حكمت ممتاز، الذي التقى مطلع تشرين الاول اكتوبر وزير الدفاع سعدون الدليمي في محاولة لتجنيب مدينته هجوماً عسكرياً، وبعد سبعة أيام من تلك الزيارة تم اغتياله. على اثر ذلك قتل أنصار الشيخ حكمت اثنين من تنظيم"القاعدة"بتهمة تنفيذ عملية الاغتيال"بعدما اعترفا بأنهما تلقيا الأوامر من"القاعدة"، فجنّد مسؤولها في المدينة أبو عبدالله انتحارياً فجر نفسه وسط خيمة العزاء". ودامت فترة العداء بين الطرفين شهوراً قبل ان يتوصلا الى اتفاق مطلع شباط فبراير الماضي، ينص على عزل زعيم"القاعدة"في سامراء ووقف الزرقاوي عملياته ضد أعضاء عشيرة البو باز التي ينتمي اليها الشيخ حكمت. وفي المقابل، تعهدت العشيرة تقديم العون اللوجستي ل"القاعدة"في حربها ضد القوات الأميركية. ويقول الشيخ جاسم ممتاز الذي خلف شقيقه حكمت زعيماً للعشيرة:"نحن مع مقاومة المحتل ومع مقاومة شريفة لكننا ضد قتل العراقيين الأبرياء". وتزداد الهوة في هذه المحافظة بين جماعات"القاعدة"و"أنصار السنّة"والمقاومة الوطنية المنضوية تحت لواء"جيش المجاهدين". ويقول ريك لينج، الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية:"لا ننفي أن العراقيين يريدون رحيلنا، لكن عندما نطرح عليهم السؤال: متى تريدوننا أن نرحل يأتي الجواب: حالما يتحسن الوضع الأمني".