أعلنت الحكومة العراقية أمس، ان ايران أسرت تسعة من حرس السواحل العراقي السبت الماضي بعد حادث تهريب مشبته به في مياه الخليج. وأوضحت ناطقة باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي أن حرس السواحل الايراني أسر ضابطاً وثمانية من حرس السواحل، في وقت طالب محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي أمس، السلطات الإيرانية بإطلاق جنود من"القوة النهرية"اعتقلتهم قوى أمنية إيرانية خلال محاولتهم إحباط محاولة تهريب، وسط تصعيد أمني على ضفتي شط العرب. وانتقد محافظ البصرة الحكومة الايرانية لعدم اتخاذها اجراءات تخفف من حدة التوتر التي تخيم على الحدود بين البلدين، وقال تعليقاً على إشتباك وقع بين عناصر من خفر الحدود العراقية والقوات الايرانية في شط العرب على الجانب العراقي السبت الماضي"إن الجانب الايراني لم يوجه أي أوامر تدل على تغيير في الواقع الساخن على حدود البلدين". واتهم الوائلي الحكومة العراقية وخصوصاً وزارة الداخلية بعدم التصرف لوقف"الاعتداءات الايرانية"، مشيراً الى أن دورية لخفر السواحل العراقية ضبطت زورقين يهربان زيت الغاز لتفريغه في باخرة مسجلة في الكاريبي باسم"نور 1"في ميناء عبادان، ما دفع الدورية العراقية الى اعتراض الزروقين اللذين لاذا بالفرار. وتابع أن"قائد أحد الزورقين وهو إيراني الجنسية اتصل بخفر السواحل الايرانية التي أارسلت بدورها مجموعة زوراق حربية اشتبكت مع الدورية العراقية، بمساندة مدفعية من الساحل الايراني، ما اضطر الزوارق العراقية الى الانسحاب. لكن الزوارق الايرانية واصلت الاشتباك مع الدورية العراقية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى الى وفاة جندي عراقي وخطف ثمانية آخرين اقتادتهم الى داخل أراضيها". وعزا الوائلي في تصريح الى"الحياة"إستشراء عمليات التهريب واستمرار الاعتداءات الايرانية ضد قوات خفر السواحل، الى ضعف أداء اللجان الأمنية و"تهاونها في واجباتها". وأعلن تشكيل جديدة مشتركة برئاسته لمكافحة التهريب تشمل قوات الجيش والحدود والاستخبارات الجنائية، إضافة الى"القوة النهرية". وكان قائد قوات حدود المنطقة الجنوبية العميد عباس الموسوي صرح بأن"دورية لحرس الشواطئ العراقية اعترضت سفينة تهريب زيت الغاز في مياه شط العرب جنوبالبصرة. وفيما كان جنود الدورية العراقية على متن السفينة، وصلت قوات ايراينة على متن زوارق سريعة، وأطلقت النار ما أدى الى اصابة جندي عراقي بجروح خطيرة، واقتادوا معهم الجندي المصاب وثمانية آخرين، اضافة الى زورقين عراقيين تابعيين للقوة النهرية". وطالب الموسوي السلطات الايرانية الافراج عن الجنود العراقيين الذين كانوا يؤدون واجبهم في شط العرب واعادة الزورقين". وفي سياق متصل، شُكلت في البصرة لجنة مشتركة لمتابعة وتوزيع الوقود الخاص بالسفن والزوارق التابعة لجمعيات صيادي الأسماك وقوارب قطر البواخر في الموانئ العراقية. وضمت اللجنة ممثلين عن قوة حماية المنشآت النفطية وقيادة الشرطة واللواء الأول من الحرس الوطني، إضافة إلى قيادة قوات الحدود ووكالة الاستخبارات الجنائية. وأكد محافظ البصرة ل"الحياة"أن اللجنة مكلفة فحص الرخص الخاصة بمحركات زوارق الصيد من ضمنها قسائم الوقود الشهرية الممنوحة رسمياً الى مالكيها من جانب شركة توزيع المنتوجات النفطية. وبيّنت اللجنة أن أكثر من 95 زورقاً وسفينة صيد بدل مالكوها قدرات محركاتها في شكل غير شرعي ومخالف لقوانين الملاحة، بغية الحصول على كمية أكبر من الوقود وتهريب الفائض منه. وأشارت مصادر في مجلس محافظة البصرة إلى أن بعض الزوارق يحمل شهادتي كشف أحداهما مزورة الغرض من بينها التزود بأكبر كمية من الوقود، ما فاقم تهريب النفط عبر الموانئ السرية المنتشرة على ضفتي شط العرب. وأصدر محافظ البصرة أوامر قضت بتغيير قيادات الأجهزة الأمنية الخاصة بمكافحة التهريب.