اعلنت قناة العالم التليفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية امس ان الجنود البريطانيين الثمانية الذين اعتقلهم الجيش الايراني الاثنين الماضي في شط العرب ولم يكشف مكان احتجازهم سيحاكمون بتهمة الدخول بطريقة غير مشروعة الى المياه الاقليمية الايرانية. وذكرت القناة الفضائية للتليفزيون الحكومي نقلا عن مصادر عسكرية ايرانية سيلاحقون بتهمة دخول المياه الاقليمية الايرانية بطريقة غير مشروعة، موضحة انهم كانوا بعمق كيلومتر واحد داخل المياه الايرانية. واوضحت المصادر ان افراد البحرية الملكية اعترفوا بأنهم كانوا في المياه الايرانية. الى ذلك طالبت بريطانيا بحق زيارة ثمانية من ضباط البحرية الملكية البريطانية ، حيث أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن السفير البريطاني في طهران ريتشارد دالتون يجري محادثات مع السلطات الايرانية بشأن الحادث الذي وقع الاثنين. وأضافت: لقد طالبنا بالحصول على تفاصيل كاملة بشأن الجهة التي تحتجزهم وأماكن احتجازهم والحصول على حق زيارتهم. وقلل المسئولون من خطورة الحادث ولم يربطوه بالتوترات الحالية بين لندنوطهران بشأن البرنامج النووي الايراني. كما ذكر مسئولون بريطانيون أن الزوارق ضلت طريقها ودخلت المياه الاقليمية الايرانية. وأشار ضابط بريطاني في مدينة البصرة جنوبي العراق إلى أنهم فقدوا الاتصال بالزوارق في ساعة مبكرة من الاثنين. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن البحارة من ضباط البحرية الملكية البريطانية وكانوا يساعدون في تدريب القوات العراقية وأن زوارق الدورية الثلاثة التي كانوا يستقلونها لم تكن مسلحة وأنهم لم يكونوا يحملون سوى تسليح شخصي. وأشارت تقارير إلى أن الحادث وقع أثناء توصيل زورق دعم قتالي من ميناء أم قصر جنوبي العراق إلى مقر الدوريات النهرية العراقية في البصرة. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن الفريق كان يدرب العراقيين على تأمين مياه منطقة شط العرب وهي منفذ رئيسي لتهريب النفط العراقي. وفي طهران قال مسئولون إيرانيون إن الزوارق دخلت المياه الاقليمية الايرانية بالقرب من الحدود مع العراق واخترقت الحدود الاقليمية حسبما ذكر متحدث باسم الخارجية الايرانية الاثنين. وقال المتحدث باسم وزارة الايرانية حميد رضا أصفي إن أفراد طواقم الزوارق الثلاثة احتجزوا ويجري استجوابهم مشيرا إلى أن استجواب المحتجزين سيستمر إلى أن تتضح جوانب المسألة. وأشار مراقبون إلى أن العلاقات بين لندنوطهران شهدت توترا نتيجة لقرار ينتقد إيران طرحته على الوكالة الدولية للطاقة الذرية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقللت مصادر بريطانية من أهمية ما تردد عن وجود صلة بين اعتقال فريق البحرية الملكية البريطانية والخلاف الدبلوماسي. وقال مصدر في لندن إن احتجاز الزوارق يجري معاملته كحادث عرضي عسكري منخفض المستوى وسيكون من غير المعتاد بالنسبة للايرانيين ربطه بقضايا استراتيجية أكثر أهمية. وأعرب مسئولون عن أملهم في إمكانية التوصل إلى حل عاجل للمشكلة.