منذ سقوط نظام صدام حسين وحتى اليوم، سال ويسيل الدم العراقي الطاهر الزكي من المسلمين العرب شيعة وسنّة وعلى يد عدو واحد على رغم كل التسميات الغريبة على مجتمعنا العراقي المسالم والمتسامح والطيب، مثل: مافيا القتل والذبح على الهوية وحتى على الأسماء: الجيش الإسلامي العراقي، كتائب عمر، كتائب الحسين، كتائب المهدي المنتظر، أنصار السنّة، مناصرو السنّة، كتائب صلاح الدين، كتائب"القاعدة"، الجهاد والتوحيد... الخ تلك المسميات التي تدعي الإسلام زوراً وبهتاناً والإسلام الحقيقي منها بريء. كل زارع عبوة ناسفة، أو سيارة مفخخة وبعد أن ينفذ جريمته ضد العراقيين الشرفاء يتسلم دولاراته على عدد الضحايا الأبرياء في الشوارع والمدارس والجامعات والأسواق الشعبية الآمنة والمحلات والأزقة: يدعون انهم"يجاهدون ويقاومون ضد المحتل"، لتمرير اجرامهم المستورد والمُصنع محلياً! والضحايا أبناء العراق من النساء والأطفال والشيوخ والشباب. هل قتل الأطباء والمهندسين والعلماء والرياضيين والفنانين والصحافيين جهاد ضد المحتل؟! هل اجبار الناس على لبس ما يطلبون جهاد ضد المحتل؟! هل تلغيم الأطفال المعوقين وتفجيرهم وسط الناس الأبرياء جهاد ومقاومة ضد المحتل؟! هؤلاء الجبناء الذين جاؤوا من خارج وطننا، من الشرق والغرب، ليحاربوا أميركا وحلفاءها على حساب دم العراقيين الأبرياء وأكرر، شيعة وسنّة عربٌ، هل هم"مجاهدون في سبيل الله"؟ لماذا لا يحاربون في أوطانهم التي تسيرها أميركا؟ عدوكم واحد... مصيركم واحد... وطنكم واحد... فاتركوا الفتنة واحرقوها بنار جهنم وبئس المصير. فالشيعة عرب والسنّة عرب والعدو واحد فهل تعقلون؟ سأذكر لكم حادثة مؤلمة حدثت قبل أيام قرب الجامعة التكنولوجية حيث فجرت سيارة مفخخة تلاها انفجار عبوتين ناسفتين بأوقات قريبة لقتل أكبر عدد من المواطنين بحسب مخطط شياطين الارهاب المجرم. استشهد في هذه الحادثة خمسة عراقيين وأصيب عدد كبير بين جريح خطر وآخر أخطر. وبين الذين استشهدوا ابن أخي الكبير، وهو في ريعان شبابه، متزوج وله ثلاثة أطفال، كما جرح ابن أختي في الحادث ومعه أصدقاء وكلهم من العرب السُنّة. كما استشهد شرطيان من الشيعة، وبذلك اختلطت دماء الشباب سُنّة وشيعة وهذا درس للجميع! فهؤلاء القتلة لم يفرقوا بين سنّي وشيعي وربما سقط معهم مسيحي أو صابئي. انه عدو واحد وإن لبس اقنعة مختلفة. علي فوزي - مسرحي وسينمائي عراقي - لندن